الأربعاء، 16 ديسمبر 2015

حكم العسكر ........................



ما ان تسلم العسكر زمام الأمور حتى الفوا لجنة الوحدة القومية لإدارة شئون البلاد بعد إلغاء الخلافة العثمانية وتضم اللجنة 38 ضابط هم من قاموا بالإنقلاب على الخلافة كما انتخبوا الجنرال جمال غورسل ، رئيسا لهذه اللجنة ورئيسا مؤقتا للجمهورية التي تألفت من عسكريين ومدنيين "تكنوقراط" في غالبيتهم والمدنيين بالطبع ليسوا أكثر من ديكور وواجهة للإنقلاب ليس أكثر وهم مجرد أدوات لتبييض وجه العسكر حتى يستتب لهم حكم البلاد ثم يبدا الرمي بهم في سلال القمامة وبالطبع كان يتصدر الواجهة رجال دين لدغدغة مشاعر الشعب ومخاطبة العاطفة الدينية وما هم برجال دين بل هم مثل عرائس متحركة والخيط بيد العلمانيين وعلى رأسهم العسكر الأتاتوركي .
وقد احتفظ الجنرال غورسل لنفسه في هذه الوزارة بوزارة الدفاع ليضمن السيطرة والولاء من الجيش .
وأجريت أول إنتخابات نيابية عامة بعد الإنقلاب من اجل إعادة الحكم إلى المدنيين كما صرح قادة الإنقلاب أنهم ليس لهم مطامع في الحكم وقد كذبوا بالطبع .
فماذا فعل الإنقلابيون طيلة وجودهم في الحكم من مايو سنة 1960م إلى اكتوبر 1961م ؟
لقد قاموا بأعمال كثيرة أهمها اجراء تطهير واسع في صفوف الجيش ، فأقالوا خمسة آلاف ضابط من الرتب المختلفة بحجة تنظيف الجيش من أعداء الثورة كما يطلقون على الإنقلاب وبالطبع فقد تبعهم قطعان كثيرة من الأتراك وقتها والنصارى واليهود ودعم ذلك الإنقلاب كل يهود العالم والفاتيكان والكنائس التركية وانجلترا وفرنسا وكل دول الغرب الصليبي كيف لا وقد طابت لهم دولة الخلافة الإسلامية واستبدلوها بالخلافة العسكرية العلمانية .
كما أجرى الإنقلابيون تطهير آخر في صفوف اساتذة الجامعات فأقالوا 147 استاذا في مختلف الجامعات والكليات لا سيما كليات الحقوق والعلوم السياسية والاقتصادية والإجتماعية وكليات التاريخ والآداب ، بداعي ان هؤلاء يزرعون الفتن والفوضى في صفوف الطلاب ثم اقالوا كل من هو ضد توجههم من القضاء والشرطة واي وظيفة حساسة بالبلاد .
وبينما كان الإنقلاب يمر بكل هذه المراحل نشا تكتل داخل صفوفهم ينادي بانتقاد تسليم عصمت اينونو الحكم للمدنيين وطالبوا أن يستمر الإنقلابيون في الحكم لمدة أربع سنوات دون انتخابات نيابية .
وقد ألقى الجنرال غورسل بثقله في المناقشات مذكرا الضباط الإنقلابيون بالقسم الذي أقسموه في الإجتماع الذي أداه ضباط الإنقلاب بتسليم الحكم للمدنيين ولكن العسكر لا يعرف لغة التفاهم والوفاء بالوعود والعهود بل تنكروا لكل ما قالوا ووعدوا به من قبل .
وقام العسكر بعمل دستور والتصويت عليه جاء بالموافقة وكان أهم بنوده أن تركيا دولة علمانية .
وشكل العسكر التركي محاكمات صورية في سبتمبر 1961م وصدرت احكام قضت بإعدام رئيس الجمهورية جلال بايار ورئيس الحكومة عدنان مندريس ووزير الخارجية فطين رشدي زورولو ، وقد نفذت هذه الأحكام شنقا بحقهم باستثناء الرئيس جلال بايار ، الذي أبدلت عقوبة الإعدام بحقه بالسجن المؤبد بسبب تدخل الرئيس عصمت اينونو الذي صح تحذيره لعدنان مندريس عندما قال له ولوزرائه في احدى جلسات الجمعية الوطنية " إذا استمريتم هكذا فحتى أنا سأكون عاجزا عن انقاذكم " .
وما أن صدرت الأحكام الموجهة عن طريق العسكر لقضاة معينيين بطريقة مشبوهة لإصدار أحكام مسبقة ومعروفة وما أن تم تنفيذ أحكام الإعدام بحق المعارضين للعسكر حتى شرع العسكر في محاولة تبييض وجههم القبيح فأطلقوا سراح عدد من المعتقلين السياسيين وممن حكم عليهم بمدد طفيفة وأطلقوا سراح الصحفيين اضافة إلى عدة تدابير اخرى ليس أكثر من شكليات رمزية .
وفي النهاية سقطت الخلافة العثمانية وأحكم العسكر العلماني قبضته على البلاد ولم تتحرر من قبضة العلمانية حتى يومنا هذا .
نسال الله أن تعود الخلافة الإسلامية عاجلا غير آجل ولو في جزر القمر أو حتى في روما او باريس.
.
كتبه : محمد الفاتح .
.
المصدر : كتاب ذئب الأناضول أتاتورك – تأليف مصطفى زين .صـــ 339 ....... الخ .



الأربعاء، 9 ديسمبر 2015

فرنسا ، بريطانيا ، أميركا .... ثلاثي الإجرام قديما وحديثا .

حاول قادة الغرب على مر العصور أن يصوروا غزوهم للعالم الإسلامي على أنه معارك تحرير .
فعندما غزا نابليون مصر عام 1798م ، أصدر بيانا يطمئن فيه الشعب المصري إلى حسن نواياه بل غزو أرضه ، وقال فيه " يا أيها المصريون ، قد قيل لكم إنني ما نزلت بهذا الطرف إلا بقصد إزالة دينكم فذلك كذب صريح فلا تصدقوه ، وقولوا للمفترين إنني ما قدمت إليكم إلا لأخلص حقكم من يد الظالمين وإنني أعبد الله سبحانه وتعالى وأحترم نبيه والقرآن العظيم ." .
وهكذا كان نابليون يريد أن يقنع الشعب المصري أنه يحتل بلادهم ليحررهم ويعز الإسلام لا لأن يعزز المصالح الفرنسية على حساب البريطانيين .
يمكن للمرء أن يسمع صدى عبارات نابليون المطمئنة يتردد في الإعلان الذي أدلى به سير ستانلي مود حين دخل بغداد في مارس 1917م على رأس قوات الإحتلال البريطاني في ذروة الحرب العالمية الأولى .ادعى المجرم مود أن جيشه دخل بلاد الرافدين ليخرج العدو العثماني المسلم من الأراضي العربية ليدخل مكانه الجيش البريطاني الصليبي الصديق مكانه !!!!! ، فقال المجرم المحتل : (( جيوشنا لا تدخل مدنكم وأراضيكم بصفتها غازية أو محتلة وعدوة ، وإنما بوصفها محررة .
فمنذ عهد هولاكو الذي دخل بغداد ودمرها وشعبكم يخضع لطغيان الأجانب .... وكأن المجرم من أحياء تكريت أو الكوفة أو من شيوخ الفالوجة .
ويكمل المجرم مود فيقول : منذ هذا العهد وأنتم ترزحون أنتم وآباؤكم تحت نير الاستعباد " .
وواصل ستانلي مود حديثه متعهدا بأن يقدم البريطانيون المساعدة لشعب العراق حتى ينالوا الحكم الذاتي ويحققوا الازدهار لكي يعيش أهل بغداد في رخاء .
وفي العصر الحديث سمعنا نفس الكلمات ولكن بصيغ مختلفة حين دخل المجرم بوش بغداد بحجة تحريرها من صدام وديكتاتورية صدام وانه أتى بجيوشه للعراق لتحريرها وتعميرها ونشر الحرية والرخاء وسرعان ما انكشف بأن عرى شرفاء العراق في سجونه واهانهم وقتل الاطفال وانتهك حرمة نساء المسلمين والعرب وحكامهم في سبات بل في تآمر واشتراك في نهش حرمة الجسد الإسلامي وشرف نساء المسلمين وبناتهم .
وهي هي امريكا بذاتها في إحتلال أفغانستان حين احتلتها وكانت نفس الكلمات التي قالها نابليون في إحتلال مصر وستانلي مود في احتلال بغداد وبوش حين كرر احتلال بغداد ثم احتلال أفغانستان .
وهي نفس الجمل التي يرددها بني علمان وبني ليبرال وبني مدعي السلفية والأزهرية والمنسلخين والمستغربين والمنتفعين من أنهم أصحاب التحرر والتنوير وقد كذب جميعهم فإنهم جميعا من نابليون إلى عصرنا هذا ما اتفقوا إلا على شيء واحد وهو محاربة الدعوة المحمدية وطمسها وتضييع هوية المسلمين ومحاولة تغريبهم وانسلاخهم من جذورهم المحمدية الأصيلة منهم من هو يظن أنه يصلح واغلبهم من هو مجرم واضح الجرام .
ولكن خبتم وخاب مسعاكم فنحن نعرفكم جيدا ونعرف ما تخططون بدليل أننا نقول فيما كتبنا ما تخفونه في نفوسكم من حقد وغل وبغض لهذا الدين الحنيف ومعنا الكثير من شرفاء ومخلصي هذه الأمة لكشف وجوهكم القبيحة لكل من غفل أو تغافل عن معرفتك حقيقتكم القذرة .
.
كتبه : محمد الفاتح .
من كتاب العرب من الفتوحات العثمانية حتى الحاضر بتصرف .

الكتاب ليوجين روجان .

وصف الشعب التركي

رأى الجاحظ أن الترك قوم انتظموا جميع معاني الفروسية والحرب وأنهم استأثروا بجماع خصال التفوق العسكري بفضل تمتعهم بقوة الأبدان وقوة الأنفس وقال الجاحظ في ذلك :
.... والترك قوم وضع أصل بنيتهم على الحركة وليس للسكون فيها نصيب ، وفي قوى أنفسهم فضل على قوى أبدانهم ، وهم أصحاب توقد وحرارة ، واشتغال وفطنة ، وكانوا يرون الكفاية معجزة وطول المقام بلادة والراحة عقلة  والقناعة من قصر الهمة ، وأن ترك الغزو يورث الذلة .
.
.
.
المصدر : كتاب آراء الجاح في مناقب الأمم ومثالبها صـــ 82 .

الثلاثاء، 8 ديسمبر 2015

استقبال المحتلين أمثال بوتن في بلاد الإسلام


بعد استقالة الماريشال اللنبي من منصب المندوب السامي البريطاني في مصر اختير خلفا له السير جورج لويد مندوبا ساميا .....
ودهش المصريون عندما نقل إليهم خبر تعيين هذه الشخصية لأنه كان استعماريا فظا ولا يهتم إلا بمصالح بلاده ويؤكد نواياه علنا ولا أدري سبب الدهشة حيث أن بريطانيا المحتلة لن ترسل لهم قديسا مخلصا لشعب مصر وأرضها وليس ولائه لبريطانيا وطنه .
ومع ذلك وللعجب العجاب أن بعض المصريين المقيمين في لندن وقتها احتشدوا يوم 12 أكتوبر عام 1925م - لوداعه في محطة سكة حديد فيكتوريا وهو في طريقه إلى مصر .
وملأت باقات الزهور نصف عربة السكة الحديد التي استقلها .
وقدمت قرينة القائم بالأعمال المصري لقرينة "جورج لويد" باقة ورد لفت بالعلم المصري و وقرينة القائم بالأعمال هي بهيه يكن هانم و كانت حفيدة الخديوى اسماعيل وزوجة عزيز عزت باشا وهو اول رئيس مصري للنادى الاهلى من 2 ابريل 1908 حتى 09 فبراير 1916
الرئيس الفخرى للنادى الأهلى (1929-1941) وكان أبوه عبد الله باشا عزت رئيسًا لمجلس الأحكام العسكرية في عهد الخديو إسماعيل، وجده محمود بك ناظرًا للحربية في عهد محمد علي باشا الكبير وعزيز باشا خريج كلية يسوع في كامبردج، حيث أتقن اللغة الإنجليزية، ثم التحق بمدرسة ويلدج الحربية، حيث تخرج لينضم إلى الجيش البريطاني ضابطًا بسلاح الطوبجية (المدفعية) فلا عجب أن يكون هو وقرينته في وداع البريطاني المحتل وهو في طريقه لمصر ليكمل مسيرة الإحتلال والإذلال للشعب المصري .
وبعدها بتسع سنوات وصل للقاهرة المندوب السامي الريطاني الجديد "السير مايلز لامبسن" فنشرت الصحف المصرية أسماء الشوارع التي سيمر بها موكب المحتل لتستقبله الجماهير ... !!!! .
ووقف رجال البوليس على امتداد الشوارع في أثناء مروره لحراسته .
واستقل قطارا خاصا من بورسعيد إلى القاهرة ..... وفرشت له محطة السكة الحديد بالبسط الحمراء .... وعزفت الفرق الموسيقية الحانها في ميدان المحطة ...
ولما العجب وقد تكرر نفس الأمر في عصرنا الحالي واستقبل المصريون السفاح بوتين قاتل المسلمين في سوريا وأفغانستان والبوسنة والهرسك والشيشان وجميع الولايات السوفيتية المسلمة والأعجب أن جزء من المصريين اليوم يقولون للمجرم الصليبي بوتين أقتل وأفرم تركيا المسلمة وإن اختلفنا مع سياستها .
وعندما تناقش أحدهم أن مصر هكذا تقف ضد الصف الإسلامي يرد عليك بكل فخر أن مصر بلد الألف مئذنة ولم يقل لنا أن مصر أيضا بلد العشرة آلاف كبارية وملهى ليلي ولم يقل لنا أن مصر الأزهر هي من تستقبل السفاح بوتين بكل حفاوة وكأنه محرر مصر من الفقر والضيق في تكرار لسفالة ساسة وحكام مصر قديما وحديثا .
اللهم ارزق أم الدنيا أن تكون عاقرا أن تنجب مثل هؤلاء.
.
.

.
كتبه : محمد الفاتح .
المصدر : كتاب الشيطان - تاريخ مصر بالوثائق السرية الأمريكية والبريطانية - تأليف محسن محمد - طبعة دار المعارف .


العلم عند اليونان القديمة

كان فلاسفة اليونان يورثنون الإناث العين ( المال والميراث العيني ) ويورثون الذكور الدين وكانوا يقولون لا تورثوا البنين من المال إلا ما يعينه على بعض من أمور حياته الضرورية .
وقالوا : لا تورثوا البنين المال وغذوه بحلاوة العلم ، واطبعوه على تعظيم الحكمة ليصير جمع العلم أغلب عليه من جمع المال ، وليرى أنه العدة والعتاد ، وأنه أكرم مستفاد ...فخير ميراث كتب وعلم .
.
.
.
المصدر : كتاب آراء الجاحظ في مناقب الأمم ومثالبها .

الاثنين، 7 سبتمبر 2015

المجاهدة عائشة البشناتية زوجة الظاهر بيبرس.. من أحرار لبنان............... .


من من بلاد المسلمين والعرب لا يعرف أكثر شيء مشهور به لبنان ؟!! ، أسرع رد هو المغنيات والممثلات والراقصات ولا يوجد منا من لا يعرف المفسدة هيفاء وهبي وأليسا ونانسي عجرم وأمل حجازي وباسكال مشعلاني ةقديما صباح وفيروز وغيرهم الكثير والكثير حيث أن لبنان لا يبخل على العرب بأهل الفساد مثل هوليوود الشرق القاهرة ومدينة الإفساد الإعلامي .
لكن الحقيقة أن لبنان ليست بهذا السوء والصورة القبيحة بل هناك تعمد أن تظهر لبنان بهذه الصورة الفاسدة ويوجد للبنان وجه آخر مشرق ومضيء ، وجه به عزة وشرف وفخر واي فخر .
وبالطبع وحسب المعتاد فالمنتظر مني أن أقول لكم أنه البطل الفلاني ، ولكن هذه المرة سوف يختلف الأمر لأني ساقول لكم أنها البطلة المجاهدة وليس البطل المجاهد كما تعودنا .
هي القائدة الرائدة في المقاومة الطرابلسية، أخت الرجال في العزة والعنفوان، شخصية فريدة كما نطقت بها الروايات الصحيحة مستقاةً من الكتب النزيهة ذات الحيدة الامينة، التي رسمت لها صورة تتراءى لنا مشرقة زاهية.
أنها المجاهدة العظيمة " عائشة البشناتية " شرف وفخر طرابلس لبنان وأهلها وعز مجدها .
لقد قررت أن أكتب لكم اليوم عن هذه المجاهدة العظيمة لحاجتنا إلى أمثالها من النساء ومن الرجال أيضا فهي فخر وشرف للجميع .
لان ما آلت اليه أحوالنا مهين ومعيب ولا يشرفنا ان نكون أحياء في هذا العصر، فأين اليوم من الأمس؟
عائشة البشناتية او جان دارك طرابلس وأخوها المقدّم حسن
إن الحديث لا يكتمل مالم نتحدث عن عائشة البشناتية تلك المرأة التي لعبت دوراً ريادياً في عهد السلطان المملوكي الظاهر بيبرس في تحرير طرابلس، من الاحتلال الصليبي، والتي كتبت بأخبارها وملاحمها صفحات مشرقة من تاريخ المقاومة الوطنية الحقة في دحر الاحتلال الصليبي عن بلاد الإسلام ، فقد جمعت بين أنوثتها وجمالها وشجاعتها وعنفوان كرامتها فكانت بحق امرأة( أخت الرجال ) حتى أُطلق عليها جان دارك طرابلس لتكون لنا مفخرة كما يفاخر الفرنسسيون بجان دارك الفرنسيّ .
يقول الشيخ الدكتور عبد المنعم البشناتي في مركز عمله في جامعة الجنان بطرابلس أخباراً تناقلها عن والده وجده وهكذا ....
يقول د عبد المنعم أن عائشة البشناتية هي بطلة مقاتلة فدائية شجاعة ,وقد جمعت حولها المئات من الرجال في قلعة لا تزال تحمل اسمها الى اليوم وهي قلعة عائشة وآثارها موجودة في منطقة بشنات على علو 2400 م وكان يساعدها اخوها المقدم حسن، وكانت تقوم بغارات ليلية على مدينة طرابلس المحتلة من قبل الصلبيين وهي الميناء حاليا، في محاولة لتكبيد الصليبيين اكبر الخسائر ونذكر هنا معركة المئتين حيث قتل من الصليبيين 200 فارس، وإلى هذه الموقعة تنسب منطقة المئتين في طرابلس، وقد تكررت غاراتها الفدائية لدرجة أن الصليبيين باتوا يخشون الخروج من المدينة لسطوتها وشجاعة جنودها .نشأت علاقة طيبة بينها وبين السلطان بيبرس في سبيل تحرير البلاد من الصليبيين الأمر الذي اثار حفيظة أخيها المقدم حسن لغيرته على اخته وحاول قتله عدة مرات ولكنه فشل في ذلك واخذت الامور بعدها منحى اخر بعد ان تزوج السلطان بيبرس منها وقد ذهبت برفقته الى مصر ولكنها أوصت بدفنها في طرابلس التي احبتها فكان لها ذلك .وضريحها كان لا يزال قائما حتى عهد قريب والمقدم حسن شقيقها هو الذي قتل الامير (البرنس)بوهمند السادس أمير طرابلس وقدم رأسه مرفوعا على ترسه للملك الظاهر بيبرس .
فلنتخذ سيرتها منارة تضيء طريقنا رجالا ونساءا بدلا من حفظنا لسيرة المفسدين في الأرض وفي البحر الذين لوثت مقالي بذكرهم في أوله أراحنا الله من وجوههم ومن عفنهم هم ومن يدعمهم من مخربي لبنان الحبيبة أرض الإسلام ومهد الدفاع عن أرض المسلمين ضد الروم والبيزنطيين والصليبيين فإن هناك جواهر ودرر في بحر التاريخ اللبناني يحتاج الغواص الذي يخرجه لنا .
فهل من غواص لبناني يمدنا بسيرة هؤلاء الأعلام حتى لا ينحصر تاريخ لبنان في أسماء الساقطات فقط .
ولنتخذ خطوة جديدة في ‫#‏معركة_الوعي‬.
.
.
.
كتبه : محمد الفاتح .
.
المصدر : مؤلفات الدكتور المؤرخ عمر عبد السلام تدمري بتصرف .

الاثنين، 17 أغسطس 2015

الكيف والشاي والحذاء الطري .....................

كان هناك فيلم زمان اسمه " الكيف " بطولة يحيى الفخراني ومحمود عبد العزيز وجميل راتب .
كان هناك مشهد يجمع بين يحيى الفخراني وجميل راتب وكان الأخير تاجر مخدرات .
يقول يحيى الفخراني موجها حديثه لتاجر المخدرات جميل راتي :
.. لماذا تعمل في تجارة المخدرات ولماذا تقوم بغش المخدرات التي تبيعها إذا كان ممكن تكسب بدون غشها وفي كل الحالات هي مفسدة للأمم ؟ .
فقال له جميل راتب : الشعب المصري هو الذي يطلب منا أو يجبرنا أن نغشه أو نخدعه ولا يقبل الشعب أن نعامله بإحترام وبدون غش !!!! .
قال له الفخراني : كيف ذلك ؟!!!
قال راتب بعد تنهيدة مريرة : زمان في بداية حياتي العملية فكرت أكون تاجر ، فكونت مبلغ مالي وفكرت في التجارة في الشاي حيث أن استهلاك الشعب المصري له عالي جدا وفرص المكسب فيه عالية ومضمونة .
يقول : ذهبت إلى الهند وسيريلانكا ومجموعة من الدول التي تزرع الشاي في محاولة مني لإحضار أعلى جودة وأنقى نوع من الشاي في العالم للشعب المصري .
وبالفعل أحضرت أفضل نوع وأعلى جودة بأقل سعر ممكن وأنزلت المنتج للسوق وخسرت خسارة كبيرة في هذه الصفقة مما أوجعتني ونصحني أحد رجال الأعمال أن أضع برادة حديد أو نشارة خشب على الشاي حتى استطيع أن أكسب .
فعملت بالنصيحة وكسبت مكاسب مهولة في فترة قصيرة جدا وكونت ثروة كبيرة جدا وأصبحت من محتكري هذا المنتج واصبحت من حيتان السوق كما يقال .
ويكمل جميل راتب : وبعد فترة جلست مع نفسي وقلت : أنني اصبحت غنيا جدا ومن كبار رجال المال والأعمال ولم أعد أحتاج أن أغش الشاي وأخلطه ببرادة الحديد أو النشارة ، فقررت أن أبيع الشاي النقي الجيد المذاق وبالفعل أحضرت صفقة كبيرة جدا ونزلتها السوق ورفض الشعب المصري أن يشتري الشاي نهائي وخسرت الصفقة ، فعدت مرة أخرى إلى بيع الشاي المغشوش فقبله الشعب بكل سرور .
فقا له الفخراني : أنت الذي أفقت الناس الذوق عندما بعت لهم شيء مغشوش فتعود الناس عليه واستطعموه ولما أنزلت لهم الصنف الجيد الذي لم يتعودوا عليه رفضوه .
إذا أنت السبب وليس الناس .
... فقدان الناس للذوق العام يأتي من تعود الناس على رؤية الشيء القبيح بكثرة وإلحاح إعلامي حتى يتعوده الناس ويصبح من المسلمات ويأتي من عدم إعطاء الناس الشيء الجيد ليتربوا عليه ونصنع عندهم حس ذوقي عالي .
فمثلا : تعودت عين المصري على وجود الصليب على الكنيسة وفي التليفزيون والصحافة والأفلام وعلى يد النصراني وفي الملصقات فاصبح تقبلهم لوجود الصليب في بلادهم شيء عادي وبشكل مبالغ فيه قياسا على انهم أقلية .
تعود الناس على وجود الزبالة في الشوارع فأصبح شيء مقبول .
تعود الناس على الإهانة من الشرطة ومن الحاكم حتى اصبح شيء مقبول .
تعود الناس ان يحكمهم طاغية يفعل بهم الافاعيل حتى اصبح شيء مقبول .
تعود الناس أن يقدس أي لحية وجلباب ولو كان غشاش في اصله .
تعود الناس على سماع أخبار فلسطين وقتل الصهاينة لهم وسرقة أرضهم حتى اصبح الخبر من كثرة تكراره أنه شيء عادي ومقبول .
تعود الناس على رؤية دماء المسلمين في فلسطين وسوريا ومصر وليبيا واليمن والعراق والشيشان وكشمير والبوسنة وتركمستان والفلبين والصومال وأفريقيا الوسطى وغيرها حتى اصبح رؤية الدم والقتل عند الناس شيء عادي .
فلم تعد القلوب تنكر ما ترى بل اصبح عند الناس بلادة وبرود في تقبل الدم وإستحلاله في حالة كثيرة من مسلم لمسلم .
تعود الناس على الافلام الهابطة والاغاني الهابطة والإعلامي الهابط والقاضي الفاسد والشرطي المتوحش المتعالي .
تعود الناس على وجود بلطجي في الشارع متسلط وفي العمل مدير متسلط وفي البيت شخص ما متسلط وفي العمارة وفي النادي وفي المناسبات فتعود الناس على المرونى مع كل هذه القبائح .
اصبح المسلم يفكر كيف يتعود على تلك الزبالات الحياتية .
اصبح حلم المسلم أن يتعطف عليه الطاغية وهو يدوس على رقبته بالحذاء أن يكون جلد الحذاء طري بعض الشيء ويتعطف الجلاد ويغير نوع الحذاء الذي يهين به كرامته واثناء وضع الطاغية حذائه على رأس المواطن يحاول المواطن أن ينطق بكلمة واحدة تحت ضغط قدم جلاده فيقول له جلاده ماذا تريد أن تقول ويخفف عنه ضغط الحذاء من على خده ، فينظر له المواطن إلى أعلى ويقول له :
يا سيدي اعتذر لك لأني نسيت أن أشكرك على نوع الجلد الطري الذي تهينني به .
.
.
.
.
كتبه : محمد الفاتح .