الثلاثاء، 8 ديسمبر 2015

استقبال المحتلين أمثال بوتن في بلاد الإسلام


بعد استقالة الماريشال اللنبي من منصب المندوب السامي البريطاني في مصر اختير خلفا له السير جورج لويد مندوبا ساميا .....
ودهش المصريون عندما نقل إليهم خبر تعيين هذه الشخصية لأنه كان استعماريا فظا ولا يهتم إلا بمصالح بلاده ويؤكد نواياه علنا ولا أدري سبب الدهشة حيث أن بريطانيا المحتلة لن ترسل لهم قديسا مخلصا لشعب مصر وأرضها وليس ولائه لبريطانيا وطنه .
ومع ذلك وللعجب العجاب أن بعض المصريين المقيمين في لندن وقتها احتشدوا يوم 12 أكتوبر عام 1925م - لوداعه في محطة سكة حديد فيكتوريا وهو في طريقه إلى مصر .
وملأت باقات الزهور نصف عربة السكة الحديد التي استقلها .
وقدمت قرينة القائم بالأعمال المصري لقرينة "جورج لويد" باقة ورد لفت بالعلم المصري و وقرينة القائم بالأعمال هي بهيه يكن هانم و كانت حفيدة الخديوى اسماعيل وزوجة عزيز عزت باشا وهو اول رئيس مصري للنادى الاهلى من 2 ابريل 1908 حتى 09 فبراير 1916
الرئيس الفخرى للنادى الأهلى (1929-1941) وكان أبوه عبد الله باشا عزت رئيسًا لمجلس الأحكام العسكرية في عهد الخديو إسماعيل، وجده محمود بك ناظرًا للحربية في عهد محمد علي باشا الكبير وعزيز باشا خريج كلية يسوع في كامبردج، حيث أتقن اللغة الإنجليزية، ثم التحق بمدرسة ويلدج الحربية، حيث تخرج لينضم إلى الجيش البريطاني ضابطًا بسلاح الطوبجية (المدفعية) فلا عجب أن يكون هو وقرينته في وداع البريطاني المحتل وهو في طريقه لمصر ليكمل مسيرة الإحتلال والإذلال للشعب المصري .
وبعدها بتسع سنوات وصل للقاهرة المندوب السامي الريطاني الجديد "السير مايلز لامبسن" فنشرت الصحف المصرية أسماء الشوارع التي سيمر بها موكب المحتل لتستقبله الجماهير ... !!!! .
ووقف رجال البوليس على امتداد الشوارع في أثناء مروره لحراسته .
واستقل قطارا خاصا من بورسعيد إلى القاهرة ..... وفرشت له محطة السكة الحديد بالبسط الحمراء .... وعزفت الفرق الموسيقية الحانها في ميدان المحطة ...
ولما العجب وقد تكرر نفس الأمر في عصرنا الحالي واستقبل المصريون السفاح بوتين قاتل المسلمين في سوريا وأفغانستان والبوسنة والهرسك والشيشان وجميع الولايات السوفيتية المسلمة والأعجب أن جزء من المصريين اليوم يقولون للمجرم الصليبي بوتين أقتل وأفرم تركيا المسلمة وإن اختلفنا مع سياستها .
وعندما تناقش أحدهم أن مصر هكذا تقف ضد الصف الإسلامي يرد عليك بكل فخر أن مصر بلد الألف مئذنة ولم يقل لنا أن مصر أيضا بلد العشرة آلاف كبارية وملهى ليلي ولم يقل لنا أن مصر الأزهر هي من تستقبل السفاح بوتين بكل حفاوة وكأنه محرر مصر من الفقر والضيق في تكرار لسفالة ساسة وحكام مصر قديما وحديثا .
اللهم ارزق أم الدنيا أن تكون عاقرا أن تنجب مثل هؤلاء.
.
.

.
كتبه : محمد الفاتح .
المصدر : كتاب الشيطان - تاريخ مصر بالوثائق السرية الأمريكية والبريطانية - تأليف محسن محمد - طبعة دار المعارف .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق