الأحد، 4 فبراير 2024

رد فعل صلاح الدين الأيوبي على قطاع الطرق الصليبيين وهو طفل !

 

كان صلاح الدين في عمر 11 سنة يتجه في قافلة من تكريت إلى حلب مع خادم وبعض الجنود لحراسة القافلة .
ولاحظ صلاح الدين أو يوسف كما كان إسمه وهو صغير أن القافلة تسير ببطء , فسأل الخادم فقال له أن هذه المنطقة بها قطاع طرق , فتعجب يوسف وقال :
كنت أحسب خالي "أسد الدين شيركوه" قد قضى عليهم .
فقال له الخادم :
خالك مشغول بقتال الصليبيين من فلسطين والشام .
وفجأة ظهر أمامهم مجموعة من الجنود الصليبية بملابسهم المعروفة والصليب عليها.
طلب رئيس قطاع الطرق الصليبي من القافلة أن تتوقف وقال لهم :
أنتم في أرض صليبية وعليكم أن تدفعوا الجزية وسوف نصادر نصف بضاعة القافلة !
فقال له رئيس القافلة وكيف ندفع جزية ونحن في أرض السلطان "نور الدين" بل عليكم انتم دفع الجزية ! ,فرد عليه الجندي الصليبي ساخرا :
إذا كنت في أرض السلطان نور الدين فعليه أن يأتي ليحميك ورفع سيفه وضرب شيخ القافلة على كتفه فأدماه ! ,وقال الصليبي :
سوف نصادر كل القافلة وسيدفع كل واحد عشرة دنانير كاملة ! , وقال كل من يدفع الدنانير عليه أن يمر منحنيا من تحت هذا الرمح وقام بعمل بوابة بثلاثة رماح وكل ما مر واحد ينزل الرمح العلوي مسافة معينة حتى يمر المسلم وهو منحني فيكون قد دفع الجزية وتم إذلاله أيضا !!!
ظل صلاح الدين يتأمل رجال القافلة وهم ينحنون ويدفعون الدنانير والجنود يضحكون في سخرية من ذلهم وهمس الخادم ليوسف أن لا يكشف عن حقيقة قرابته للسطان وإلا أسره الجنود أو قتلوه لأن خاله شيركوه يقاتلهم في كل مكان .
وطلب الصليبي من صلاح الدين وخادمه دفع الجزية والإنحناء فرفض صلاح الدين فتوجه الجندي بحصانه باندفاع نحوه مهددا إن لم يدفع وينحني يقتله فوقف صلاح الدين في وجه الحصان المندفع بقوة ولم يتحرك وهو ينظر بشرر في عين الجندي .
رفع الجندي سيفه كانه سيقتله ,, فلم يتحرك يوسف من مكانه ولا من النظر بشرر إلى عين الجندي الصيبي !
فأنزل الصليبي سيفه وقال للغلام :
أنت لست خائفا مني ... إنني لم أر غلاما مثلك من قبل ... كان يجب أن أقتلك في الحال ... لو أن غلمان المسلمين مثلك هكذا ما إستطعنا البقاء في هذه البلاد ... ولكنني لا استطيع أن أقتل صبيا لا يحمل حتى سكينا في يده !
وحاول الفارس ان يستجمع كرامته تحت إلحاح شيخ القبيلة بالعفو عنه لانه صبي لا يدرك أفعاله وقال : سوف يدفع هذا الصبي وحده 20 دينار.
ووافق الخادم ودفع 30 دينار عنهما وإنصرف الصليبي الى باقي قطيعه الذي يبلغ العشرات وغابوا عن الأعين !
كان يوسف واقفا في مكانه وأتى جميع افراد القبيلة وكانهم يحتمون بشجاعته !
ومن هذا الموقف علم الغلام صلاح الدين الناس كيف يقاوم الصليبيين وكيف يطردهم من بلاده ... لقد أصبح يوسف فارسا شجاعا هو ( صلاح الدين الأيوبي ) بعد أن أصبح سلطانا على مصر ... ووحد كلمة المسلمين وخاض ضد الصليبيين 25 موقعة كان أكبرها موقعة "حطين" العظيمة التي أعاد بها بيت المقدس إلى أحضان الأمة وجعل فرسان الصليب يدفعون الجزية ويخرجون من المدن ورؤسهم محنية من بوابات بيت المقدس !.
الأمة التي أنجبت صلاح الدين لن تعجز أن تنجب آلاف مثله ... بشرط أن تتوفر الإرادة عند كل أب وأم أن يربوا أولادهم بنفس عزة وشموخ ( صـــــلاح الديــــن الأيـــــوبي ) رحمه الله .
.
.
المرجع : كتاب عظماء في طفولتهم - د. محمد المنسي قنديل .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق