الثلاثاء، 4 أغسطس 2020

المجاهد ( ارحمة بن جابر الجلاهمة ) - بربروسا الخليج العربي .


بربروسا الخليج العربي ...... القرصان المجاهد ضد الإحتلال الانجليزي .

-        سيرة مجاهد تم التعتيم عليها .

-        اسمه ارحمه بن جابر الجلاهمة بطل مسلم عربي من الكويت قال عنه الكاتب الانجليزي T Wilson.A :

( إن ارحمة أنجح وأجرأ قرصان عرفته البحار على الإطلاق") .

- قاتل الانجليز في كل منطقة الخليج العربي اينما وجدوا ولم تكتب عنه المراجع العربية الكثير للأسف وهو من هو وقد تم تشويه سيرته في كتابات الانجليز وغيرهم من المستشرقين الغربيين .

-        رحمة بن جابر بن عذبي الجلاهمة ولد عام 1757م وقيل 1760م - في الكويت (توفي 1826) شيخ الجلاهمة من العتوب جعله ( سعود بن عبد العزيز بن محمد)  أميرا على الدمام فبنى قلعتها عام 1809 حكم الدمام وبعض قرى شمال قطر كان محارباً للعتوب ولآل خليفة حكام البحرين ومات عام 1826 .

حتى اليوم يتحدث الانجليز عن بطولاته والفزع الذي سببه لبريطانيا في عز مجدها .... بينما نحن نتحدث عن انتصاراتنا في كرة القدم ... وليتها انتصارات مساوية للغرب .

كتب عنه المؤرخ الانجليزي "مستر بروس" عام  1816م يقول :

" ان رحمة سوف يسيطر على الخليج لا محالة إذا لم يوقف عند حده ".

كان عنده بغلة اسمها "الغطروشة" حين كان رجلا بسيطا – وحين اصبح مجاهدا بحريا كانت اول اسفينة له اسمها ايضا الغطروشة .

سخر منه يوما ضابط انجليزي ومن اسم سفينته "الغطروشة" لانها كانت على اسم بغلة .

فرد عليه بكل ثبات وقال له : عندك حق – لا يليق ان اطلق اسم بغلتي على سفينتي !

فقال الضابط وهو يزيد من السخرية والقهقهة : اذا ماذا تسميها يا جلاهمة ؟

قال له : اسميها (سارة لينوكس ) .

فكأن الضابط اصابه صرع حين سمع الاسم .... والسبب .

كانت لملك بريطانيا ( جورج الثالث ) عشيقة اسمها (سارة ليونكس) شقيقة دوق ريتشموند ... ولكن القصر رفض هذه الزيجة لاسباب ليست موضوعنا اليوم ..... وفي نهاية حياة الملك (جورج) اصيب بالجنون وربما من اثر هذا العشق واصبح ابنه وصيا عليه وعلى العرش حتى وفاة الملك عام 1860م .

وبما ان كل ضباط ووزراء ومخابرات الانجليز يعلمون من هو هذا المجاهد ويعلمون قدره ومدى رعبهم منه – سيترتب على هذا ان سيرة عشيقة الملك جورج ستنتشر حول العالم شرقه وغربه بعد ان كانت مسالة شخصية لا يعرفها الا عدد محدود من القصر وقادة الجيش الانجليزي ..... ونقاشه هذا واخراسه للضابط الانجليزي يدل على انه رجل ذكي ولبق ومثقف وملم باخبار العالم السياسية والاجتماعية – ويثبت ايضا ان لديه فراسة وسرعة تفكير ورد فعل وانه لم يقبل الاهانة ولو بكلمات بسيطة .

وصفه كتاب التاريخ الانجليز بانه كان رجلا اسود – مجعد الشعر – ملابسه قذرة – ورائحته لا تحتمل – وانه همجي – واحمق ومجنون ... و ووووو .

وهذه هي الصورة الوحيدة له التي رسمها الانجليز وطبعا لن يرسم العدو له صورة تظهره بطل قومي ومجاهد عظيم :

Description: اليوم بإذن الله بتكلم عن شخصية عظيمة لم تأخذ حقها إعلامياً, وهو ...

ولكن كل هذا كذب من اجل تشويه تاريخه الجهادي والحقيقة عكس ذلك تماما حتى من كتبهم التي كتبوها بايديهم حيث يصفوه بالجنون لانه فكر ان يزور الهند من اجل احضار نوع نادر من الزهور يصنع منه عطرا .

فكيف برجل يسافر بسفينته من الخليج العربي الى الهند من اجل حبه للعطور ثم يصفوه بان رائحته ليست طيبة وانه كذا وكذا مما قالوه ؟! .

       

 

ومن الثابت ان الصورة النمطية للقراصنة بوضع قطعة جلد سوداء على العين تنسب له وهو اول من وضعها  - حيث فقد احدى عينيه في معركة من معارك الجهاد البحري ضد الانجليز فابتكر وضع قطعة من جلد ماعز على عينه المفقودة – فصارت ايقونة القراصنة في العالم حتى اليوم – وحتى افلامهم وقصصهم الغربية له تاثير فيها رغم وفاته سنة 1826م .

وليس صحيحا ما قالته عنه كتب الانجليز انه كان يخطف كل السفن التي تقابله ( اسلامية – صليبية) ولكن الحقيقة انه كان يخطف السفن الصليبية او التي تتعاون معهم ضد المسلمين .

عندما جردت بريطانيا حملتها ضد القواسم 1809م لم تجرأ على مهاجمة خور حسن معقل الشيخ ارحمه رغم أن الإنجليز كانوا يعتبرونه واحدا من القواسم بل أخطرهم كما جاء على لسان الضابط الإنجليزي صمويل ريتشارد حيث يقول :

 " إن ارحمه نفسه من أصل وهابي ومن أتباع الوهابيين، ومن ثم فليس ثمة تعارض بين الشيخ ارحمه وبين القواسم بل ربما كان ارحمه أكثرهم تطرفا ً وبالتالي فإن ارحمه يقف في الصف المعادي لبريطانيا، وهذه الاعتبارات إلى جانب متطلبات العدالة إنما تفرض على الحكومة البريطانية أن تضع حدا لنشاط هذا الرجل وألا ّ تقف موقف اللامبالاة والتخاذل على سبيل مجاملة الأمير سعود بن عبدالعزيزآل سعود ". .......  انظر محاضر اجتماع دنكان وريتشارد 1810 م .

وفي عام 1811م قام الشيخ ارحمه بالاستيلاء على سفينة تجارية محملة بالخيول وتابعة لشركة الهند الشرقية " البريطانية " ولم تفلح احتجاجات المقيم البريطاني عليه.

وفي عام 1818م تقدم ارحمه للقطيف ونزل فيها وقصف البلدة بمدافعه وسار إلى الدمام حيث بنى فيها قلعة الدمام ليقيم فيها ، وقد رأى الشيخ ارحمه أنه يجب الاستيلاء على البحرين كخطوة أولى في سبيل ضرب الاسطول البريطاني لان البحرين وقتها كان مركز سفن الانجليز في منطقة الخليج العربي بساحليه .

 ولكن المقيم البريطاني في بو شهر هدد بتحطيم سفن ارحمه إذا لم يوقف الاعتداء على أصدقاء بريطانيا في البحرين.

وفي عام 1820م طلب المقيم العام البريطاني من الشيخ ارحمه التوقيع على الاتفاقية العامة والتي وقع عليها مشايخ الخليج ولكنه رفض رفضا باتا ومثل بذلك تمردا اسلاميا عربيا على سياسة بريطانيا التوسعية في الخليج.

عندما غادر الاسطول البريطاني جزيرة قشم عام 1823م رأى الشيخ ارحمه أن باب العمل أمامه أصبح مفتوحا على مصراعيه لتوحيد الخليج تحت قيادته ولكن القيادة البريطانية فطنت لمخططه فاحتفظت بالاسطول قرب جزر البحرين.

 وقد استطاع الشيخ ارحمه ضرب كثير من السفن البريطانية التي كانت تسير منفردة مما أزعج البريطانيين.

في احدى زيارات ارحمه لميناء بو شهر تمكن ضابط بريطاني هناك من رسمه، وتعد هذه اللوحة حتى الآن أقدم رسم لرجل عربي في المنطقة...وبالصورة والوصف في كتبهم محاولة لجعله شخص عادي ليس له هيبة ولا ميزة عن غيره ... وحاول الانجليز كثيرا تشويه سيرة البطل ... ولكن ان اردتم الانصاف والحكمة فانظروا ماذا كتب عنه الانجليز واعلموا ان العكس هو الصحيح .

كل الكتب العربية نقلت اخباره من كتب الانجليز والقليل من سيرته تم تداوله شفهيا بين الاجيال .

وهذا وصف وفاته من مصادر الانجليز حيث قالوا :

انه كان يمسك الغليون في يده ويجلس حفيده في حجره في مخزن للبارود بسفينته – وانه قام بتفجير نفسه بالقاء الغليون على البارود ليموت قتيلا .

ولكن الوصف الاقرب للحقيقة هو انه كان بالفعل في سفينته وكان يقاتل الانجليز واعوانهم – وانه كان مستعدا ان يقتل في سبيل الله .

وانه كان يقاتل على سطح السفينة وقتل اصحابه فقام هو بخداع العدو وجرهم خلفه جميعا الى اسفل السفينة واماكن هو كان قد لغمها ببراميل الباردود – وبعد ان تجمع العدو في منطقة معينة من السفينة هو يعلمها جيدا قرر ان يستشهد في سبيل الله على ان يأخذ معه عشرات وربما مئات من جنود العدو الغاصب – وغاص البطل الشهيد باذن الله فيقاع البحر ومعه جنود العدو .

نسأل الله له الجنة برحمة الله وفضله واحسانه .

اما مصير عدوه فهو معروف .... في الجحيم .

 

 

 

 

 

المصادر :

-        سبائك العسجد ص 18

-        "معجم البلدان" ياقوت الحموي

-        كتاب " دليل الخليج " القسم التاريخي أطراف من أخباره ، وينبغي لمن اطلع عليها التثبت وعدم الأخذ بما ورد في بعضا من تنقص له ، ووصفه بأنه من ( القراصنة ) ، فمؤلفو ذلك الكتاب كثيراً ما وصفوا بعض أعداء الإنجليز من أهل الخليج بـ ) القرصنة)

-        ترجمه ابن بشر في " عنوان المجد "

-        مجلة ( العرب ) ج 7 ، 8 - 1407 هـ 1986 م - ص 570.

-         مجلة الحرس الوطني العدد 12 السنة 3 ربيع الثاني 1403هـ .

 

 

 

 


الجمعة، 3 يوليو 2020

تنمر الممثلة المصرية اسعاد يونس .

البت فتزحية
==============
• في الزمانات كان من الطبيعي ان يدق رجل من الفلاحين الباب مصطحبا صبية صغيرة في يده و عارضا علي الأسرة أن تقوم باستضافتها و تشغيلها.. مين دي يا عم نبرواى؟؟.. قالك دي فتزحية.. بت طيبة و غلبانة و عايزة تعيش.. شغليها ياست الله يفتح عليكي.. أيوه ياعم نبرواى بس انا عندي دادة أمينة شايلة البيت علي كتافها و مقدرش افرط فيها.. ياست أهه تساعد.. ده بت مش حاتسمعيلها صوت و منكسرة.. دي أغلب م الغلب.. و استفاض في شرح مأساة ولا كلمة منها حقيقي طبعا..
• ماما ما قصرتش كالعادة في الظروف دي و عينيها رغرغت بالدموع و قالتله طيب خليها تدخل.. و اجتمعنا كلنا نشوف الزائرة الجديدة اللي حاتشرف و تآنس..
• كانت فتزحية كائن بلا ملامح.. راسها عاملة زي قالب الطوب الاحمر.. مستطيلة بزوايا قايمة.. خارج منها تشكيلين.. ودنتين شبه ودان القطة بجد.. و ضفيرتين في قوام السيجارة ملولوين و كاشين م الذعر.. أما الوجه فكان شوية حاجات كده تتيح التنفس و الرؤية و أحيانا الطعام.. خرمين مكان العينين بلا سحبة و لا رموش و لا قبة ولا نني باين ولا لون.. خط زى نص الطبق كناية عن بُق.. شوية شعر منطورين تعبيرا عن الحواجب لكن واحد لازق في سقف قورتها و التاني سارح لوحده في وشها كده ماتعرفش موقعه المفروض يكون فين.. و بروز أفطس فارش بالعرض اشارة الي المراخير عبارة عن كتلة لحمية مكببة و فيها خرمين اوسع من خرم الإبرة هسة.. القصد كائن صعب تصنيفه او فهم ألغازه..
• إزيك يا فتحية؟؟.. خرج تزييق نشاز أخنف يقول حند الله.. مين؟؟.. حند الله.. آه الحمدلله.. شكلنا حانعاني في التواصل.. ماما بصتلي بصة حافضاها كويس.. بادرت بالاعتراض دفاعا عن شبابي و مستقبلي و صحتي.. ليه أنا؟؟.. ليه دايما أنا؟؟.. مش بنتي الكبيرة و سندى و ضهري؟؟.. أمال مين حايساعدني غيرك؟؟.. و دادة أمينة واخدة شهر أجازة و مفيش غيرك.. قومي..
• يبدو أنه كان تقليدا طبيعيا في هذه الآونة.. البت من دول تيجي فنحميها أو نجلطها و ندلق عليها جاز ثم نسلك الفروة التي من المفروض أنها شعر ثم نقوم بتفليتها كأننا بننقي الدودة و اللطع.. و في حالة فتزحية كنا كأننا اقتحمنا مستعمرة هنود حُمر.. فقد كان القمل بيفط و ينط و يقاوم بشدة و يقفز قفزات انتحارية من نافوخها لينتشر في أرجاء الحمام و احنا وراه بالشبشب.. و كان من الطقوس أيضا في السكة كده أن نلاحظ ان كان فيه اى علامات لجرب أو تينيا أو سنطة.. سلو يعني.. وبعدين نحرق كل هدومها اللي هي في العادة مش جاية بيها.. حيث كانت البؤجة غالبا ما تتربط علي شوية هلاهيل أملا في هدوم جديدة من اهل البيت.. و مين أهل البيت اللي دايما بيتقلّب ف دولابها.. العارفة المؤمنة بالله جنابي.
• قعدت فتحية بعد ما اتغيرت م الحموم و فقدت نص وزنها م الجلخ اللي اتشال و احمرت و زنهرت كده م التلييف و هو موجهة راسها ناحيتنا.. المفترض باصالنا بس مش شايفين احنا تعبيرات عينين و لا وش ولا نيلة.. في الغالب كانت بتسبنا في سرها علي ماتش تغيير المعالم اللي حصل فيها منذ لحظات.. ياللا يا فتحية كُلي عشاكي عشان تقومي تنامي.. لأ.. طب قومي نامي.. لأ.. هو ايه اللي لأ؟؟.. برضه لأ.. خدناها وريناها سريرها و دولابها و خرجنا.. ركزت اتجاه وشها للسرير بقرف شديد لم نلمحه علي وجهها ذو المعالم الممحية.. و لكننا شعرنا من الزومة اللي زامتها كأنها جاموسة تعاني من عسر الهضم.. تركناها و خرجنا.. لكن بما إن الفار كان قد بدأ يلعب في عبنا من ناحيتها.. فقد عدنا بعد دقائق لنطمئن عليها فلم نجدها في فراشها.. يوه.. هي البت فتزحية لحقت تهرب؟؟.. طب حانقول ايه لعم نبراوي؟؟.. و بالبحث و التحري فوجئنا انها دخلت نامت تحت سريري أنا!!.. وقفت اتأمل الموقف.. طب حاجيبها ازاي دي؟؟.. اتقلبت علي وشي في الأرض عشان ابقي علي مستوي مخاطبتها.. بتعملي ايه عندك يا بنتي؟؟.. حندالله.. الحمدلله علي كل شئ بس ايه الفكرة من انك تلبدى في الحيط تحت السرير كده؟؟.. و بيني و بين نفسي قلت يا عيني البنت منكسرة و خايفة مننا لا نعذبها حسب سمعة بعض البيوتات ساعتها.. قعدت اطمنها و هي بتلزق في الحيط اكتر كأنها عايزة تخش جواه و اقنعها تطلع محدش حيأذيها.. ما اقتنعتش.. قلت طيب نسيبها الليلة دي عشان تطمئن اكتر و أمري لله.. مانا الضحية دايما.. تخيل نفسك نايم علي سرير فيه مخلوق مزروع تحته بلا أى مبرر..
• توجه أفراد الأسرة الكرام كل الي فراشه.. و طفوا الأنوار.. و اتفردت انا علي السرير.. كائن عاوز ينام بقي.. حيث جرت العادة أن يتمدد الإنسان فاردا جسمه علي السرير اذا كان حاينام.. محدش قالنا ان إجراء النوم ممكن يتم و الواحد قاعد مجعمز في سريره او مرعوب فمقرفص فوقيه.. و لكني اكتشفت أن هكذا يكون الحال لو كنت نايم فوق حد تحت السرير صوت نفسه زى صوت بابور الطحين.. و بعد شوية بدأ يصدر منها أنين بحشرجة تحول ف طوره الثالث الي نعير و ختمت بمسلسل من العوعو غوغو زووزوو.. مش عارفة كناية عن كوابيس و الا سراديب صدرها كان فيها من التعرجات ما يجعل الهوا اللي داخل و خارج يمر بيها مصدرا هذه الزوابع..
• الصبح حطينالها الفطور.. لأ.. دخلت ماما عالتلاجة لقتها منسوفة من كله.. سألنا بعض.. مين اللي نسف التلاجة؟؟.. زى مين اللي سرق العامود كده.. طلع محدش طبعا غير الكائن الغريب فتزحية.. التي كانت تجلس محملقة في لا شئ و لا كأنها عاملة عملة..
• بدأت أراقب فتزحية عن قرب.. ياللا ننضف قزاز الشباك.. ماهو نضيف.. لأ مش نضيف يا فتحية.. لأ نضيف.. هو انا هاهرق نفسي و انضفه عشان يتوسخ تاني؟؟.. فنستغرق في مناقشة طويلة عن كُنية القزاز نضيف و الا ملطّع.. و جدوي تنضيفه من عدمها.. و اتضح ان هذه فكرة البت فتزحية عن النضافة عموما.. حتي جسدها.. فأى شئ حايتوسخ تاني يبقي عبث اننا ننضفه..
• اذن هي لا تعترف انها هنا من أجل هذه المهمة.. طب نعمل ايه؟؟.. نحاول نشوف لها مهمة أخري.. الطبيخ مستحيل طبعا.. فهي رائدة و مؤسسة مدرسة العفانة و بالتالي مجرد اقترابها من باب المطبخ جريمة في حقنا وحق منظمات حقوق الانسان عموما.. طيب تعرف تكوي مثلا؟؟.. لأ.. تنشر الغسيل؟؟.. لأ.. تغسل مواعين؟؟.. تخيط ملابس؟؟.. تشتغل تريكو؟؟.. لأ.. كله لأ.. و ليست هناك نية لتعلم أى شئ..
• حاولت اتجاذب معاها أطراف الحديث يمكن أعرفلها أى هواية او نشاط او رغبة دفينة حتي.. أبدا.. قلنا نسيبها شوية لحد ما يظهر عم نبراوي و نسلمه الأمانة و نخلص.. خصوصا و أن دادة أمينة قربت ترجع م الأجازة و دي كانت ممشيانا عالعجين ما نلخبطوش من حيث النظام و النضافة.. لكن عم نبراوي اختفي.. بلانا البلوة دي و خد في وشه و قال عدولي..
• كان من الممكن ان تتحول فتحية الي بني آدم عايش معانا علي ما تفرج و خلاص.. الا أنها تحولت الي عبء ثقيل خصوصا بعد ما بدأت هواياتها الحقيقية تظهر.. فقد كانت تنفذ عكس الغرض من قدومها أصلا.. احنا ننضف و هي توسخ.. و تتلصص علينا.. يجيلنا ضيوف فتدخل تآنسنا و تجلس وسطهم بلا أى مناسبة و كمان تصدر اصوات و تصرفات تودي ف داهية.. تعبث بأشياءنا مثل كتبنا و كراريسنا بغرض التبويظ و خلاص.. ترتدي ملابسنا في غيابنا فتفضحها رائحتها.. و بدأت تقلب الفلوس الفكة ثم دخلت عالمجمد.. و تخفي الأشياء الهامة و تبتسم في لؤم شديد عندما نجدها بعد طول بحث.. و كانت بتاكل كل الأكل حتي بدأنا نشعر بالاضطهاد و بوادر المجاعة..
• كأنه كان احتلال من كائن غريب عجيب مزعج ممل و شكله استغفر الله كمان.. حتي جاء يوم كانت امي تقوم بالتنظيف و هي واقفة تتفرج عليها و ماسكة فازة كبيرة بتلعب بيها.. فأمرتها أمي أن تضع الفازة جانبا و توسع الطريق لها حتي تنتهي من التنظيف.. فالبت فتزحية بوقاحة شديدة راحت رافعة الفازة لحظة كده و ماما تتابعها بعينيها في فزع و راحت دب.. دشاها في الأرض.. هنا خرجت ماما عن عقلها و صبرها و راحت راكنة المقشة و قالعة الشبشب و هجمت عليها.. و قبل أن أفيق من صدمة إن ماما ممكن تضرب حد بالشبشب زى الأفلام كان الجرس بيضرب فجريت افتح الباب.. للحظ طلع عم نبراوي جاي يقبض الشهرية.. و كان أن اشتركنا جميعا في هذه الموقعة التاريخية.. ماما طايحة بالشبشب و انا و عم نبراوي بنحجز بينها و بين فتزحية.. و انا بصفتي لئيمة بطبعي.. كل ما الاقي الشبشب نازل اصدر قرعة عم نبراوي لتتلقي الطرقعة..
• انتهت الموقعة و لله الحمد بعم نبراوي يرحل و معاه البت فتزحية و ماما بتدش بواقي الفازة وراهم..
• هذه حادثة حقيقية.. لا يميزها عن غيرها من الحوادث الشخصية الا تاريخ حدوثها.. للعجب اعجاب.. كانت يوم تلاتين يونيو.
                                                              إسعاد يونس

السبت، 9 فبراير 2019

تراجيديا سقوط غرناطة لم تتوقف!! ... بقلم : محمد عبعوب .

في كتابه "أخبار سقوط غرناطة" المترجم عن الانجليزية والصادر عن مؤسسة الانتشار العربي عام 2000م، يقدم المؤرخ الأمريكي "واشنطن ايرفينغ" ( 1783 - 1859 ) رواية دقيقة لوقائع هذه العشرية المأساوية من الحروب التي خاضها عرب الأندلس وانتهت بانهيار مملكتهم التي ظلت تحكم هذه البلاد طيلة أزيد من سبع قرون ونصف أقاموا خلالها حضارة وعمران لا زالت اسبانيا حتى اليوم تحصد من ورائها مكاسب جمة.
في هذه الرواية لوقائع النهاية المأساوية لمملكة غرناطة آخر معاقل العرب بالأندلس نهاية القرن الخامس عشر والتي يستقيها "ايرفنغ" من مذكرات أحد الآباء ويدعي "آغابيدا" الذي رافق ضمن حشد من الآباء ورجال الكنيسة الكاثوليكية الملك فرديناند زوجته إيزابيلا في هذه الحرب الصليبية على مسلمي الأندلس، يلعب الخيال والخطاب الموظف لخدمة المشروع الصليبي دورا بارزا في نقل وقائع تلك المعارك التي خاضها العرب كأفراد وقادة متوسطين بكل شجاعة ونبل وفروسية بمعايير ذلك العصر، وقادها ملوكهم بعقل أناني وطمع وجبن وقصر نظر انتهت بهم الى الهزيمة واندثار مملكتهم التي كانت مثلا للازدهار والقوة والثراء في اوروبا في ذلك العصر. إلا أن أيرفنغ كمؤرخ محترف مهتم بهذا التاريخ لم يتجاهل فروسية وشجاعة وأخلاق المقاتلين العرب في هذه الحرب حيث أنصفهم بدحضه للعديد من روايات الأب آغابيدا التي يحاول من خلالها التقليل من شأن هؤلاء المقاتلين الشجعان والحط من تضحياتهم، ويورد لنا هذا المؤرخ ومضات مضيئة في هذا الظلام الحالك من تاريخ الأندلس جسده عديد الفرسان العرب الشجعان الذين خاضوا تلك الحروب ورفضوا حتى آخر لحظة المساومة على دينهم وتاريخهم وكرامتهم مثل على ابن الفهر ومعاذ ابن ابي غسان والفهري ابن الاصطبار الذين قاوموا الى آخر قطرة من دمائهم وقضوا على تراب الأندلس بكل إباء وشجاعة اعترف لهم بها ملوك الصليبيين. 
من هذه الرواية لمأساة سقوط غرناطة ومن خلال قراءتي لها ومحاولة إسقاط وقائعها المؤلمة على واقعنا اليوم؛ توصلت الى قناعة تامة بأن هذه الحرب لم تتوقف باستلام فردناند لمفتاح قصر الحمراء من ذلك الملك الوضيع الجبان "ببدول" عبدالله الشيكي الذي باع مملكته بسلسلة من الخيانات والجبن لينتهي طريدا مهانا من أسيادة الصليبيين ، بل هذه الحرب في تقديري المتواضع لا زالت مستمرة، ولا زال فرديناند حيا في عقول ساسة أوروبا اليوم كمبدأ سياسي في التعامل مع العرب، يحريص على بقائهم رهن التخلف والانقسام والعيش كظلال باهتة تابعة لأوربا، ولا زال أيضا هذا الوطن يعج حتى الساعة بزرافات من ملوك وأمراء تشربوا تاريخ ملوك غرناطة الخانعين والجبناء، ونراهم اليوم يتربعون على عروش وكراسي حكم لا تربطها بالأرض ولا بشعبها سوى غريزة النهب والقمع يعتمدون في بقائهم المذل والمشين على قوى أسيادهم في قصور فرساي ولندن وروما وغيرها من عواصم أوربا الاستعمارية. في هذا الوطن اليوم نرى عشرات من نماذج الببدول (عبدالله) وناير والزغل* و غيرهم الذين يورد هذا المؤرخ في مؤلفه أسماءهم كخونة لدينهم ولأمتهم وشعبهم، نراهم في ممالك الزيت القذرة في خليج العهر، وعروش العسكر النذلة وممالك الذل في الشام والمغرب العربي، يساومون على حرية أوطانهم وكرامة أمتهم من أجل البقاء كـ "خولات" أي عبيد للأوربيين يخدمون مصالحهم مقابل عروش الوهم وكراسي حكم سرابي لا تقل وضاعة عن عرش الببدول في غرناطة.
مأساة سقوط غرناطة كان يمكن أن يكون لها معنى مقنع رغم ما شهدته من ممارسات مرعبة وغدر وسقوط مريع لأخلاق الفروسية التي كان يدعيها فردناند وحاشيته في تلك الفترة، لو أنها انتهت في حدود الأندلس، ولو أنها لم تتجاوز مضيق جبل طارق وتعيد نفس خطيئة العرب في إدارة حكم الأندلس، حيث لم يفلح في إدارة هذه البلاد بسياسة عقلانية تحترم معتقدات وتقاليد أهل البلاد وتعاملهم كمواطنين متساوين في الحقوق والواجبات ، كان يمكن أن تضمن لهم ولاء أهل الأندلس . إلا أن فردناند وقادة جيوشه ومن ورث هذه الروح الصليبية المعادية للعرب حتى اليوم، شوهوا هذا الانتصار باسترداد أرضهم وحولوه الى عقيدة عدوانية راسخة لا زالت تسيطر حتى اليوم على فكر ساسة أوروبا معادية للعرب تحث على ضرورة الإبقاء عليهم كأعداء مشتتين مرتهنين وتابعين لا حرية ولا كرامة لهم..
وتمثل ظاهرة العولمة اليوم أحدث حلقات هذه الحرب والتي اتخذت صورة جديدة تقوم على الهيمنة الاقتصادية بحكم تطور فلسفة الصراع العالمي وأدواته من أجل الهيمنة، ولا تخلو هذه الحرب من بعض الجولات العسكرية التي يفرضها ظهور حالات وعي ونهوض يائسة ومضطربة من حين لآخر في بعض الإقطاعيات العربية المرتهنة لأوربا ، مثلما جرى ويجري حتى الساعة في العراق وسوريا ومصر وليبيا واليمن، حيث تَجَسّد من جديد فردناند ودوقاته وأمراء حروبه في رؤساء أمريكا وحكومات بريطانيا ودول الاتحاد الأوربي الذين دفعوا بجيوش مخابراتهم وأساطيلهم الجوية والبحرية لاجتاح هذه البلدان والعبث باستقرارها وتدمير أي بنية تحتية أنجزت للعبور بشعوبها نحو آفاق التقدم ، وذلك بعد أن أقاموا قاعدتهم الإستراتيجية المتقدمة "اسرائيل" في قلب هذا الوطن لتكون رأس الحربة في حربهم على هذه الأمة. وتلعب شركات الاحتكار ومؤسسات المال اليوم وعلى رأسها صندوق النقد الدولي الدور المركزي في هذه الحرب كسلاح عصري بديل للاستعمار المباشر من أجل الإبقاء على العرب كرهائن و"خولات" لأوروبا وأمريكا، ومنع ظهور أي مشروع ناجع وحقيقي للخروج بهذه الأمة من ظلام التخلف وذل العبودية والتبعية للغرب، وإجهاض أي مشروع حقيقي قد يظهر في أي دولة عربية يستهدف بناء الإنسان وتغيير مسار التاريخ نحو آفاق الحرية والمشاركة في بناء الحضارة الإنسانية كند مساو لجيرانهم على الضفة الشمالية للمتوسط. 
في الختام لابد لي أن أشير منوها الى أن مقدمة المترجم الدكتور هاني يحي نصري الذي قام بجهد لا تخطئه العين في إطلاعنا على هذا المؤلف المهم الذي يفتح عقولنا على واقعنا المر اليوم، هذه المقدمة المطولة تضع القارئ العربي في صورة واضحة وحقيقية لخلفيات هذا الصراع وما آل له وضعنا اليوم كنتيجة لتخاذل قيادتنا عبر التاريخ منذ سقوط غرناطة وحتى اليوم..
• اسماء شخصيات وقادة ساهموا بخياناتهم في سقوط غرناطة.

السبت، 2 فبراير 2019

رابط تحميل كتاب الحرب العاليمة الثامنة - الجزء الثاني جزء 2 - تأليف الفريق سعد الدين الشاذلي .

http://www.mediafire.com/file/em4f952t45dc4ek/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8+%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%85%D9%86%D8%A9+-+%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A1+%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A+-+%D8%AA%D8%A3%D9%84%D9%8A%D9%81+%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82+%D8%B3%D8%B9%D8%AF+%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D8%B0%D9%84%D9%8A+..pdf

الأربعاء، 23 يناير 2019

شجاعة ورجولة بلال بن رباح رضي الله عنه .

لما تسمع قصة سيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه وانتقامه لنفسه ممن ظلمه واصراره على اخذ حقه لازم يزيد حبك واعجابك بشخصية ورجولة سيدي وسيدك بلال بن رباح .
سيدنا عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه بيحكي حكاية سيدنا بلال وهو بياخذ حقه من الظالم وفي الحكاية عبرة وعظة وحث على ألا تترك حقك وان تصبر عليه حتى يصلك .
قبل ما ندخل في الحكاية لازم تعرف شخص اساسي في القصة وهو الكافر امية بن خلف :
أمية بن خلف هو اللي كان بيعذب سيدنا بلال في حر مكة الشديد ويضع على صدره الصخر الثقيل وسيدنا بلال لم يطاوعه في الكفر وأصر على اسلامه وتمسك به .
سيدنا عبد الرحمن بيقول :
ان امية بن خلف كان صديق لي في مكة قبل الهجرة وكان اسمي "عبد عمرو" ولما اسلمت اصبح اسمي "عبد الرحمن" فكان امية بن خلف يقول لي : انت تركت اسمك اللي ابوك سماه لك ؟
قلت له : نعم ... فقال امية : انا لا اعترف باسم الرحمن فاجعل اسم مشترك بيني وبينك اناديك به  واتفقا على ان يناديه بكلمة "عبد الإله" ووافق عبد الرحمن على الاسم .
وبيكمل سيدنا عبد الرحمن ويقول : ان يوم غزوة بدر شاهد امية في ميدان المعركة ومعاه ابنه اللي اسمه علي وكان كافر ذي ابوه وكان عبد الرحمن معاه مجموعة دروع غنائم من المعركة فامية قال لعبد الرحمن : سيبك من الدروع دي وخدني انا وابني أسرى وانا اعطيك نوق غزيرة اللبن والنوق جمع ناقة وهي أنثى الجمل فوافق عبد الرحمن واصبح علي وابوه امية اسرى من حق عبد الرحمن بن عوف حسب قوانين الحرب والجهاد في الاسلام .
نسيت اقول لكم وهما ماشيين كان عبد الرحمن ماشي وماسك علي في ذراع وامية في الذراع الثاني وهو في وسطهم فأمية قال لعبد الرحمن انا في حياتي ما شاهدت يوم اسود مثل اليوم ده ويقصد شدة القتال واستبسال المسلمين في معركة بدر .
وعبد الرحمن ماشي وفي ذراعيه الاسرى قام امية سأل عبد الرحمن : هو مين  منكم كان بيحار النهاردة وعلى صدره ريشة نعامة ؟
عبد الرحمن قاله : دا يبقى حمزة بن عبد المطلب !
رد امية وقاله : حمزة ده ورانا يوم اسود وهذا الذي فعل بنا الافاعيل !
شوف بقى الاكشن اللي جاي :
سيدنا بلال وهو ماشي في ارض المعركة شاف عبد الرحمن ماسك الكلاب الكافرة الاثنين في ذراعه امية وابنه علي ... فسيدنا بلال غلى الدم في عروقه وافتكر لما كان أمية بيعذبه في حر مكة وعلي ابنه واقف يشرب الخمرة ويضحك على بلال !
صرخ بلال وهو بيجري ناحية امية ويقول : امية رأس الكفر ....  والله يا انا يا انت النهاردة ( لا نجوت ان نجا ) فطبعا عبد الرحمن زعل لان الاسرى ملكه وله نصيب من الفدية وامية وعده بكدة .
فحاول عبد الرحمن يمنع بلال ويقول له الاسرى ملكي وحقي وبلال يقول ابدا والله ما انا سايبهم ولا التييت .
وعبد الرحمن يتحايل عليه يا بلال ما يصحش يا بلال عيب ... وبلال راسه وألف حجر صخر أنه يسيب امية بن خلف !
وصرخ سيدنا بلال على الانصار : يا انصار الله .. امية ابن خلف هنا ... لا نجوت ان نجا .
الصحابة كلهم التفوا حول امية وابنه وعبد الرحمن يحاول يدافع عن اسراه ولما عجز وسط الكثرة من الصحابة قام عبد الرحمن قال لامية : اجري يا ابن امية ... انا مش هاقدر احميك منهم ... قام واحد من الصحابة زرع سيفه في جسد علي ابن امية فوقع على الارض ... وبقى امية واقف وبلال عينه في عين أمية ومر شريط الذكريات كله في ذهنه واستجمع كل قوته وهجم على المجرم امية والصحابة كلهم معاه لحد ما خرطوه فتافيت من كثر الضرب وبلال يضرب بالسيف ويصرخ : لا نجوت ان نجا ... لا نجوت ان نجا .
فكان عبد الرحمن بعد كدة يفتكر ويضحك ويقول (: ( رحم الله بلال .... ضيع مني الدروع اللي كنت واخدهم غنيمة وضيع مني اسيري اللي كنت هاخد من وراه النوق غزيرة اللبن ) وطبعا سيدنا عبد الرحمن بيتكلم بحب ومقدر احساس سيدنا بلال ومقدر شعوره لما شاف المجرم اللي كان بيعذبه !
وضرب سيدنا بلال المثل في الرجولة والشهامة وعزة النفس وانه لا ينسى حقه من الكافر امية بن خلف رأسك كفار مكة مع ابو جهل وابو لهب وغيرهم .
بلال لما كان مصمم على اخذ ثأره من أمية لم يكن ينظر لشخصه فقط بل كان بيقول لنا النهاردة  وبلسان الحال ان الكافر لو اهانك وسكت له هيكرر اهانته لك واي كافر غيره يعرف انك بتسكت على حقك هيكرر اهانتك تاني وثالث وعاشر !
بلال بردت ناره لما اخد حقه ومقلش ان سلميتي اقوى من السيف والرمح والسهم والخنجر !
خد حقك متى استطعت اليه سبيلا .
.
.
كتبه : محمد الفاتح .
المصدر : السيرة النبوية - ابن هشام .








الأحد، 12 أغسطس 2018

المذهب الاباضي .. مذهب السلطان قابوس حاكم سلطنة عُمان يقول لكم أن سيدنا طلحة بن عبيد الله وسيدنا الزبير بن العوام في النار !!

المذهب الاباضي .. مذهب السلطان قابوس حاكم سلطنة عُمان يقول لكم أن سيدنا طلحة بن عبيد الله وسيدنا الزبير بن العوام في النار !!
وأن سيدنا عمرو بن العاص وسيدنا معاوية بن ابي سفيان على ضلالة وهما في النار وكل الكلام اللي بنشره من أهم الكتب عنهم واللي يعتبر ذي البخاري عند اهل السنة !!!
مذهب قابوس الإباضي يقول لكم أن طلحة والزبير في النار !
طيب يا رجل كيف يكونا في النار وقد بشرهما النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة ؟!
هل النبي لا يعرف كيف يختار اصحابه ؟!
ولا انتم عرفتم عنهم اللي النبي مش عارفه ؟!
نبدأ بسيدنا طلحة ونقول لكم موقف من مواقفه التي جعلتني ابكي حاليا وأنا اكتب لكم المقال واقسم لكم بالله صادقا أني أكتب لكم والدموع في عيني ووالله مش رياء ولاسمعة ولكن حزن والم وشجن وهو : اذاي الناس دي تتجرأ على الصحابة الكرام بالكلام الاجرامي ده ؟!
تعالى عيش معايا الموقف ده بكل جوارحك وارمي الدنيا كلها ورا ظهرك وعيش الحكاية بقلبك وروحك وبعدها احكم بنفسك !
اللي بيتكلم ويحكي لنا الواقعة دي هو حبيبنا المبشر بالجنة سيدنا الزبير بن العوام :
بيقول ايه الزبير رضي الله عنه :
بيقول ان النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة احد وكان عليه درعين وكان وزنهم طبعا ثقيل جدا لأن حبيبكم النبي عليه الصلاة والسلام كان عمره 56 سنة في غزوة أحد وشيء طبيعي أن الدرعين يكونوا ثقال عليه فداك أبي وأمي وروحي أنت يا رسول الله !
وان النبي عليه السلام كان يريد الصعود فوق صخرة ليشاهد جيش العدو ... فلم يستطع صعود الصخرة لكبر سنه ووزن جسده الشريف زائد وجود لباس الحرب والسيف والدروع !
مين كان واقف بجوار حبيبكم النبي وبيراقب كل حركة من حركاته وسكناته ويحميه وقت الخطر ؟!
كان حبيبكم المبشر بالجنة سيدنا طلحة !
وبدون تفكير جرى سيدنا طلحة ناحية النبي عليه الصلاة والسلام وركع على ايده ورجله وعمل ظهره قنطرة أو درجة سلم علشان الحبيب النبي يصعد على ظهره ثم يصعد على الصخرة ليشاهد جيش العدو !
يا الله .. يا الله ... يا الله ... يا بختك يا سيدي طلحة .. يا بختك والله !
أنا اتخيل نفسي مكان سيدنا طلحة وان الحبيب النبي بيصعد بقدمه الشريفة على ظهري ... طيب والله انا كأني حاسس بقدم الحبيب على ظهري وأنا باكتب لكم ووالله من فرط التأثر أنا مش شايف الكتابة من البكاء !
حبيبكم النبي صعد على ظهر طلحة ثم صعد على الصخرة وبعد أن استقر الحبيب فوق الصخرة ... يقول الزبير : فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : أَوْجَبَ طَلْحَةُ ❤️❤️❤️😁
أي وجبت له الجنة لأنه أظهر من المواقف والتضحيات الشيء الجميل لأنه جعل من نفسه كرسيا ليصعد النبي عليه ليرى بعض ملامح المعركة !❤️
تقول أمنا عائشة رضي الله عنها : كان أبو بكرٍ رضي الله عنه إذا ذُكِر يومُ أُحُدٍ، قال : ذلك كُلُّهُ يوم طلْحة !!!
ثم ياتي الاباضية ويقولون أنه في النار وقد حكينا لكم قليل جدا من كثير من سيرة سيدنا طلحة وان شاء الرحمن نكمل لكم باقي قصص الصحابة الكرام الذين قال عنه الاباضية انهم كفار وفي النار !
.
.
كتبه : محمد الفاتح .
مصدر كلام الاباضية من كتبهم :
كتاب بيان الشرع ( 3 / 277- 293 ) - لابن الكندي ,
كتاب كتاب " الدليل والبرهان " لأبي يعقوب يوسف بن إبراهيم الوارجلاني .
كتاب " جوابات الإمام السالمي " لإمامهم نور الدين السالمي ,
وهذا الرابط لمن اراد المزيد عن سيرة سيدنا طلحة رضي الله عنه : http://www.nabulsi.com/blue/ar/art.php…

أسطورة النقود تنفجر ولغز التمويل ينحل!! ـ محمد يوسف عدس

قد تسوق الصدفة للإنسان أحياناً – ومن حيث لا يحتسب – فرصة تيسر عليه بعض الصعوبات المعرفية، وهذه القصة واحدة من هذه الصدف السعيدة التي أفادتني في فهم حقائق اقتصادية كانت مستغلقة علىّ، ومكنتني من الربط بين نثارها فانتظمت في عقد واحد واكتسبت إضاءة جديدة.
مؤلف هذه القصة رجل اقتصاد كندي اسمه "لويس إيفين" أراد أن يبسط الأمور لغير المختصين من أمثالي حتى يتسنى لهم استيعاب القضية دون أن يصطدموا بالمصطلحات المعجمية أو الخلافات النظرية .. ولا تكتسب هذه القصة المثيرة قيمتها الحقيقة من شهرة مؤلفها بقدر ما تكتسبها من المضمون الذي تنطوي عليه والمغزى الإنساني الذي تلمح إليه.
أما بالنسبة لي فقد كانت باباً جديداً إلى عالم من المعارف والأفكار والأشخاص تبينت فيه أن عدداً لا بأس به من المفكرين الغربيين يبشرون بنظام اقتصادي جديد متحرر من الفائدة، لأنهم يعتقدون أن النظام الاقتصادي التقليدي السائد قد تسبب في خراب المجتمعات على مرّ العصور.
وأنه كان دائماً وراء الكوارث الاقتصادية والجشع الرأسمالي والحروب المدمرة ونهب ثروات الشعوب، وأحد أسباب الفقر والجوع التي تعصف بشعوب العالم الثالث.
والقصة بعد هذا حكاية بسيطة صاغها خيال المؤلف على غرار قصة "حي بن يقظان" العربية وقصة "روبنسون كروزو" الإنجليزية، ولها مذاق جذاب من مغامرات السندباد البحري الذي ألقت به المقادير على شواطئ جزر عجيبة خلال رحلاته المثيرة.
جزيرة الخلاص
سفينة تحطمت في المحيط الهائج فغرق ركابها فيما عدا خمسة منهم تعلقوا ببعض حطام عائم ألقى بهم على شاطئ جزيرة مهجورة ... حيث ظلت عيونهم لساعات طويلة معلقة بالأفق البعيد عسى أن تقترب منهم سفينة إنقاذ تعود بهم إلى حياة الحضارة والأهل بعد أن تقطعت بهم الأسباب، ولكن مازال الأمل يتسرب من نفوسهم حتى تبين لهم أنهم ماكثون في هذه الجزيرة إلى ما شاء الله ... فشرعوا يتجولون في الجزيرة يستكشفون أرضها ويتعرفون على ما فيها ... فقد أصبحت وطنهم الجديد.
كانوا خمسة رجال كنديين: فرانك وهو نجار ضخم البدن مفعم بالحيوية، وبول فلاح إعتاد على الصبر والحياة الشاقة، وجيم مربى ناجح للحيوان، وهارى متخصص في الزراعة، وتوم خبير في المناجم والتعدين.
الاستطلاعات الأولية رفعت روحهم المعنوية فلم تكن الجزيرة صخرة جرداء ولكن بها حيوانات قابلة للاستئناس والاستخدام، قال جيم أنا كفيل بذلك، ووجد بول مساحات كبيرة من الأرض صالحة للزراعة، واكتشف هارى في الغابة أشجار فاكهة مختلفة تحتاج إلى شئ من العناية، أما فرانك فقد وجد أن أكثر أشجار الغابة مصدر لأخشاب جيدة تصلح لبناء المنازل، ثم جاء توم بخبر سعيد فقد تبين له أن التركيبة الصخرية للجزيرة تدل على وجود معادن كثيرة فيها.
مضت الأيام سراعاً وبدأت الجزيرة تزدهر بفضل العمل الدؤوب للرجال الخمسة .. لم تكن ثروة الجزيرة من الذهب أو أوراق البنكنوت ولكن من أشياء ذات قيمة حقيقة، ثروة من الطعام والملابس والمساكن وغير ذلك من أشياء يحتاجها الإنسان لمواصلة حياته.
كل واحد منهم اشتغل في صنعته فأنتج فيها إنتاجاً وفيراً، وما زاد عن حاجته كان يتبادل به على أشياء فائضة من إنتاج الآخرين.
لم تكن الحياة كاملة كما ينبغي أو كما اعتادوا عليها في الماضي .. ولكنهم كانوا يعللون أنفسهم بأنها فترة ستنقضي ثم يعودون إلى وطنهم وأسرهم، وحمدوا الله أنهم لم يعانوا ذلك الكساد الاقتصادي الذي خبروه بعض الوقت في كندا، فهم يتذكرون الأمعاء الفارغة جنباً إلى جنب بجوار المحلات الحافلة بالطعام والبضائع .. على الأقل .. في هذه الجزيرة – لا يرون الأشياء التي حرموا منها تتعفن أمام أعينهم، ولا يقلقون من الضرائب ولا يعيشون في خوف من حملات الشرطة على بيوتهم قبل الفجر.
اعتاد الرجال أن يجلسوا معاً كل يوم للحديث في شئونهم ومشكلاتهم، ومن هذه المشكلات أن نظام المقايضة بالسلع له عيوب فالسلع لم تكن كلها حاضرة طوال الوقت .. فالخشب الذي استخدمه الفلاح خلال الشتاء ليطهي طعامه ويستدفئ به لم يكن يستطيع مقايضته بالبطاطس إلا بعد ستة أشهر .. وقد تتوفر لأحدهم كمية كبيرة من إنتاجه ويريد أن يستبدلها بسلع أخرى من إنتاج عدة أشخاص وفي أوقات مختلفة .. كل هذا عقّد نظام المقايضة وألقى بعبء ثقيل على الذاكرة .. وانتهوا إلى أنه لو كان هناك نظام للنقود لاستطاع الواحد أن يبيع ويشتري بالنقود الأشياء التي يريدها في الوقت الذي يحتاجها فيه .. ولكن للأسف ولا واحد منهم كان خبيراً بإنشاء مثل هذا النظام .. إنهم يعرفون كيف ينتجون ثروة حقيقية من السلع والخدمات، ولكن كيف تنتج النقود التي هي رموز لهذه الثروة فشئ خارج عن نطاق خبراتهم.
في مساء يوم من الأيام وكان الرجال يجلسون على شاطئ البحر يتحدثون عن نفس المشكلة .. ربما للمرة المائة رأوا قارباً صغيراً يقترب من الشاطئ وبه رجل واحد .. علموا فيما بعد أنه الوحيد الذي نجا حياً من ركاب سفينة محطمة واسمه أوليفر. كانوا مبتهجين أن يجدوا رفيقاً جديداً فأتحفوه بأفضل ما عندهم .. ثم أخذوه في جولة حول الجزيرة وقالوا له: رغم أننا انقطعنا عن العالم ولكننا لا نشكو كثيراً فالأرض والغابة بهما خير كثير والحمد لله ولكننا نفتقد شيئاً واحداً هو النقود .. فقال أوليفر: حسناً .. يمكنكم أن تشكروا العناية الإلهية فأنا من رجال البنوك وفي أقصر وقت أنشئ لكم نظاماً نقدياً يحل مشكلاتكم، وبذلك يتوفر لكم كل شئ مما يتوفر للناس في الحياة الحضارية هتفوا مسرورين! رجل بنكي .. رجل بنكي! كأن ملاكاً قد نزل إلينا من السماء!
إلــه الحضارة
- يا سيد أوليفر – باعتبارك رجل البنك عندنا فسيكون عملك الوحيد هو العناية بنقودنا فقط .. لا حاجة بك للعمل اليدوي هنا.
قال: سوف أعمل على رفاهية هذه الجزيرة بكل طاقتي.
فقالوا: سنبني لك بيتاً يليق بمقامك المحترم، وحتى يتم هذا نرحب بك ضيفاً في بيوتنا.
قال: شكراً لكرمكم .. ولكن قبل كل شئ علينا أن نفرغ حمولة القارب فهناك مطبعة وورق وأحبار وحروف، ويوجد برميل صغير أرجو أن تتناولوه بأكبر قدر من العناية. أفرغ الرجال القارب.. إلا أن البرميل الصغير أثار كثيراً من فضولهم .. فقال أوليفر: "إن هذا البرميل به كنز يفوق الأحلام .. إنه مملوء بالذهب"!.
شهق الرجال الخمسة في نفس واحد وهتفوا: إله الحضارة قد نزل عندنا في جزيرة الخلاص! الإله الأصفر .. الذي يختفي دائماً فلا تدركه الأبصار ولكن لديه قوة رهيبة .. بوجوده وغيابه وتقلّب أسعاره تتقرر مصائر البلاد المتحضرة!..
- "ذهب" يا سيد أوليفر .. لابد أنك رجل بنكي عظيم..!!
يا لمهابتك يا صاحب العظمة – أيها المبجل أوليفر .. يا أعظم كهنة الإله الذهبي! تقبل ثناءنا وتقديرنا وقسمنا لك بالولاء والإخلاص! 
- نعم أيها الرفاق إنه ذهب يكفي لقارة كبيرة لا لجزيرة فحسب .. ولكن الذهب يا رفاق ليس للتداول .. فالذهب لابد من إخفائه .. إنه روح النقود الجيدة .. والروح دائماً غير مرئية .. وسوف أشرح لكم الأمر عندما تتسلمون أول دفعة من النقود.
وقبل أن ينصرفوا إلى حال سبيلهم سألهم أوليفر: "كم من النقود تحتاجون لتصريف تجارتكم"؟ .. نظر بعضهم إلى بعض وتشاوروا فيما بينهم حتى استقر الرأي على مائتي دولار لكل واحد منهم .. ذهبوا إلى فرشهم ولكن عز النوم عليهم فقد امتلأ خيالهم بصورة الذهب فظلوا مستيقظين حتى مطلع النهار.
أما أوليفر فلم يضيع لحظة من وقته رغم ما أصابه من إجهاد .. ذاب في تيار حماسه لمستقبل هبط عليه كمدير للبنك ووزير لاقتصاد الجزيرة .. ومع تنفس الصبح كان قد انتهى من إعداد حفرة دفن فيها البرميل وأهال عليه التراب وغرس فوقه شجيرة صغيرة فأصبح مكانه غير معروف من أحد سواه. ثم بدأ يشغل أدواته في طباعة أوراق نقدية مجمل قيمتها ألف دولار .. وقال لنفسه "لقد أصبح الشريد مدير بنك!" كم هي مسألة سهلة أن تصنع النقود .. إن زبائني السذج يظنون أن هذه النقود تستمد قيمتها من الذهب .. ويجهلون هذه الحقيقة: وهي أن قيمة النقود تكمن في المنتجات التي ستشتريها .. يعنى في قوتها الشرائية .. فبدون المنتجات تصبح هذه الأوراق عديمة القيمة .. ولجهلهم جعلوني سيدهم!..
من يملك النقود
فلما حل مساء اليوم التالي هرول الخمسة إلى أوليفر .. وكان على المنضدة خمسة أكياس من النقود عندما بادرهم أوليفر قائلاً: قبل توزيع النقود أود أن ألفت أنظاركم إلى أمر مهم.. أنتم تعلمون أن أساس النقود هو الذهب .. والذهب عندي محفوظ في خزينة البنك فهو ذهب أملكه .. وترتيباً على ذلك تكون النقود نقودي .. ولكن لا ينبغي أن تشعروا بحرج من ذلك. فسوف تتصرفون بالنقود كيف تشاءون .. وسيكلفكم هذا أن تدفعوا لي فائدة مقدارها 8% وهي فائدة معقولة في بلد تشح فيها النقود.
أجابوا جميعاً بنفس واحد: لك ما تريد يا سيد أوليفر .. هذا شئ معقول، فقال: نقطة أخيرة أيها الأصدقاء: "البيزنيس بيزنس "الشغل شغل" حتى بين الأصدقاء .. قبل أن تأخذوا النقود على كل واحد منكم أن يوقع على ورقة تلتزمون فيها أن تدفعوا الفائدة ورأس المال .. وفي حالة الامتناع عن الدفع يحق لي مصادرة ممتلكاتكم .. إنها مجرد شكليات كما ترون فممتلكاتكم لا تهمنى في شئ .. فأنا مكتف بالنقود وأثق أنني سوف أحصل عليها في موعد استحقاقها وتحتفظون أنتم بممتلكاتكم".
قالوا: إنه أمر معقول يا سيد أوليفر .. ولسوف نجتهد في أعمالنا ونسدد ديوننا إليك في حينها.
قال: هذه روح طيبة .. وأنا في خدمتكم دائماً – إذا اعترضتكم مشكلة فتعالوا إلى أحلها لكم فمدير بنككم هو أفضل صديق لكم .. وها هي النقود .. لكل واحد منكم مائتا دولار.
وهكذا انصرف الرفاق الخمسة وأيديهم ممتلئة بالدولارات الورقية وعقولهم تسبح في بهجة الحصول على المال.
الحل هو المعضلة
أصبحت نقود السيد أوليفر متداولة في الجزيرة وأصبحت التجارة سهلة بل تضاعفت .. وأضحى كل إنسان سعيداً بمجريات الأمور .. وكان مدير البنك دائماً في موضع التقدير والاحترام والاعتراف بالجميل .. فيما عدا شخص واحد وهو "توم" المنقّب عن المعادن .. لماذا يبدو مهموماً وقد جلس وحيداً منهمكاً في حسابات ومعه القلم والورقة؟! فتعالى ننظر في أمر توم:
لقد وقع توم مع زملائه على عقود تقتضى أن يعيدوا إلى البنك نقوده في نهاية العام، يعنى مائتا دولار + 16 دولاراً أخرى .. ولكن توم لا يجد في جيبه سوى حفنة قليلة من الدولارات ويوم تسديد الدين يقترب حثيثاً .. كان الرجل يفكر في هذه المعضلة ملياً منذ وقت طويل .. ولم يجد لها حلاً .. والآن أخذ ينظر إلى المشكلة من وجهة نظر الجماعة ككل .. قال في نفسه: هل يستطيع كل من في الجزيرة أن يدفعوا لأوليفر 1080 دولاراً بينما كل نقود الجزيرة مجتمعة لا تزيد عن ألف دولار فإذا دفعناها كلها إليه سنبقى جميعاً مدينين له بثمانين دولاراً غير موجودة أصلاً .. وبسبب هذا الدين يستطيع أوليفر أن يستولى على كل ممتلكاتنا ومنتجاتنا .. يعنى يستولى على الجزيرة كلها ويخرجنا منها مفلسين .. حتى لو استطاعت قلة منا لديها النقود أن تسدد ديونها هذا العام فسوف يأتي الدور على الجميع في الأعوام التالية ويستولى البنك على كل شئ .. لابد أن نعقد على الفور اجتماعاً لنرى معاً ماذا يمكن عمله في هذه المعضلة.
استطاع توم بالأرقام أن يبرهن على صحة رأيه واتفق الجميع على أن صديقهم البنكي قد خدعهم وقرروا عقد اجتماع معه على الفور.
(2) البنكي الخير
تولى فرانك شرح وجهة نظر الجماعة واستمع أوليفر بصدر رحب والابتسامة لا تفارق شفتيه .. قال: كيف نستطيع أن ندفع لك 1080 دولاراً وكل ما في الجزيرة من نقود لا يزيد عن ألف دولار فقط؟!.
أجاب أوليفر: هذه هي الفائدة يا أصدقائي، ألم يرتفع معدل إنتاجكم؟.
فقالوا: بالتأكيد ولكن النقود لم تزد مع زيادة الإنتاج .. وأنت الوحيد الذي تصنع النقود، وقد صنعت لنا ألف دولار فقط وتريد الآن أن تسترد 1080 دولار .. هذه استحالة!..
قال البنكي أوليفر: "الآن استمعوا إلىّ يا أصدقاء .. من أجل خير أكبر للجماعة عليها أن تكيّف أوضاعها لظروف الزمن .. إنني سوف أطالبكم فقط بتسديد الفائدة وسوف تبقى معكم رءوس أموالكم المقترضة .. مائتا دولار لكل واحد منكم .. فأجابوا جميعاً: "بارك الله فيك يا سيد أوليفر.. هل ستلغى المائتى دولار التي يدين بها كل واحد منا لك؟".. 
رد أوليفر مبتسماً: لا .. لا .. آسف .. ليس الأمر هكذا .. إن البنك لا يلغى الديون أبداً .. فستظلون مدينين لي بالنقود التي اقترضتموها .. ولكنكم ستدفعون لي سنوياً الفوائد فقط .. فإذا دفعتم الفوائد كل عام بأمانة فلن أطالبكم بتسديد رأس المال.. ربما لا يستطيع البعض تسديد قيمة الفوائد كل عام نظراً لتداول النقود.. حسناً نظموا أنفسكم في شكل دولة وأنشئوا نظاماً للضرائب بموجبه يدفع الأغنياء ضرائب أكثر ويدفع الفقراء أقل .. اجمعوا قيمة الفوائد كلها في مبلغ وسوف أكون راضياً بذلك .. وتأكدوا أن دولتكم ستزدهر"..
انصرفت الجماعة وقد اطمأنوا بعض الشئ ولكن لا تزال الشكوك تساور عقولهم.
أحلام البنكيّ تتضخم
جلس أوليفر بمفرده يتأمل فيما آلت إليه حياته .. وجرت أفكاره على هذا النحو: "البيزنيس يسير على ما يرام .. وهؤلاء الأولاد عمّال مجتهدون وإن كانوا أغبياء.. فإن غباءهم وجهلهم هما مصدر قوتي وازدهاري .. إنهم يطلبون النقود وأنا أعطيهم سلسلة من القيود والشروط .. يمنحونني من إنتاجهم ما أريد وأنا أحصد وفي جيوبهم من نقود .. حقاً إنهم قد يتمردون علىّ ويلقون بى في البحر، ولكن حتى لو تمردوا فإن معي توقيعاتهم .. إنهم أناس أمناء كادحين وُضعوا في هذه البقعة من العالم ليقوموا على خدمة رجل المال".
ثم توجّه بحديثه إلى أستاذه فقال: "أيها الشيطان الأعظم إنني أشعر أن عبقريتك البنكية تسري في عروقي .. يا سيد الوهم والإبداع لكم كنت صادقاً عندما قلت: "أعطني السيطرة على نقود الأمة ولا يهمنى بعد ذلك من يصنع قوانينها" .. وأنا سيد جزيرة الخلاص لأنني أسيطر على أموالها .. إن روحي ثملة بالحماس والطموح .. وأشعر أنني أستطيع حكم العالم كله .. فالذي صنعته أنا أوليفر هنا أستطيع أن أصنعه في بقية العالم .. فقط إذا استطعت أن أخرج من هذه الجزيرة .. إنني أعرف كيف أحكم العالم بأسره دون أن أضع تاجاً على رأسي .. وسوف تتعاظم بهجتي وسعادتي عندما أنفث فلسفتي في عقول قادة المجتمعات من البنكيين والصناعيين والسياسيين والإصلاحيين والمعلمين والصحفيين .. كل هؤلاء سيصبحون بعض خُدامي وأدواتي .. وسوف تعيش الجماهير في العبودية سعداء عندما تكون النخبة فيهم مقتنعة بفلسفتي.