الأحد، 12 أغسطس 2018

أسطورة النقود تنفجر ولغز التمويل ينحل!! ـ محمد يوسف عدس

قد تسوق الصدفة للإنسان أحياناً – ومن حيث لا يحتسب – فرصة تيسر عليه بعض الصعوبات المعرفية، وهذه القصة واحدة من هذه الصدف السعيدة التي أفادتني في فهم حقائق اقتصادية كانت مستغلقة علىّ، ومكنتني من الربط بين نثارها فانتظمت في عقد واحد واكتسبت إضاءة جديدة.
مؤلف هذه القصة رجل اقتصاد كندي اسمه "لويس إيفين" أراد أن يبسط الأمور لغير المختصين من أمثالي حتى يتسنى لهم استيعاب القضية دون أن يصطدموا بالمصطلحات المعجمية أو الخلافات النظرية .. ولا تكتسب هذه القصة المثيرة قيمتها الحقيقة من شهرة مؤلفها بقدر ما تكتسبها من المضمون الذي تنطوي عليه والمغزى الإنساني الذي تلمح إليه.
أما بالنسبة لي فقد كانت باباً جديداً إلى عالم من المعارف والأفكار والأشخاص تبينت فيه أن عدداً لا بأس به من المفكرين الغربيين يبشرون بنظام اقتصادي جديد متحرر من الفائدة، لأنهم يعتقدون أن النظام الاقتصادي التقليدي السائد قد تسبب في خراب المجتمعات على مرّ العصور.
وأنه كان دائماً وراء الكوارث الاقتصادية والجشع الرأسمالي والحروب المدمرة ونهب ثروات الشعوب، وأحد أسباب الفقر والجوع التي تعصف بشعوب العالم الثالث.
والقصة بعد هذا حكاية بسيطة صاغها خيال المؤلف على غرار قصة "حي بن يقظان" العربية وقصة "روبنسون كروزو" الإنجليزية، ولها مذاق جذاب من مغامرات السندباد البحري الذي ألقت به المقادير على شواطئ جزر عجيبة خلال رحلاته المثيرة.
جزيرة الخلاص
سفينة تحطمت في المحيط الهائج فغرق ركابها فيما عدا خمسة منهم تعلقوا ببعض حطام عائم ألقى بهم على شاطئ جزيرة مهجورة ... حيث ظلت عيونهم لساعات طويلة معلقة بالأفق البعيد عسى أن تقترب منهم سفينة إنقاذ تعود بهم إلى حياة الحضارة والأهل بعد أن تقطعت بهم الأسباب، ولكن مازال الأمل يتسرب من نفوسهم حتى تبين لهم أنهم ماكثون في هذه الجزيرة إلى ما شاء الله ... فشرعوا يتجولون في الجزيرة يستكشفون أرضها ويتعرفون على ما فيها ... فقد أصبحت وطنهم الجديد.
كانوا خمسة رجال كنديين: فرانك وهو نجار ضخم البدن مفعم بالحيوية، وبول فلاح إعتاد على الصبر والحياة الشاقة، وجيم مربى ناجح للحيوان، وهارى متخصص في الزراعة، وتوم خبير في المناجم والتعدين.
الاستطلاعات الأولية رفعت روحهم المعنوية فلم تكن الجزيرة صخرة جرداء ولكن بها حيوانات قابلة للاستئناس والاستخدام، قال جيم أنا كفيل بذلك، ووجد بول مساحات كبيرة من الأرض صالحة للزراعة، واكتشف هارى في الغابة أشجار فاكهة مختلفة تحتاج إلى شئ من العناية، أما فرانك فقد وجد أن أكثر أشجار الغابة مصدر لأخشاب جيدة تصلح لبناء المنازل، ثم جاء توم بخبر سعيد فقد تبين له أن التركيبة الصخرية للجزيرة تدل على وجود معادن كثيرة فيها.
مضت الأيام سراعاً وبدأت الجزيرة تزدهر بفضل العمل الدؤوب للرجال الخمسة .. لم تكن ثروة الجزيرة من الذهب أو أوراق البنكنوت ولكن من أشياء ذات قيمة حقيقة، ثروة من الطعام والملابس والمساكن وغير ذلك من أشياء يحتاجها الإنسان لمواصلة حياته.
كل واحد منهم اشتغل في صنعته فأنتج فيها إنتاجاً وفيراً، وما زاد عن حاجته كان يتبادل به على أشياء فائضة من إنتاج الآخرين.
لم تكن الحياة كاملة كما ينبغي أو كما اعتادوا عليها في الماضي .. ولكنهم كانوا يعللون أنفسهم بأنها فترة ستنقضي ثم يعودون إلى وطنهم وأسرهم، وحمدوا الله أنهم لم يعانوا ذلك الكساد الاقتصادي الذي خبروه بعض الوقت في كندا، فهم يتذكرون الأمعاء الفارغة جنباً إلى جنب بجوار المحلات الحافلة بالطعام والبضائع .. على الأقل .. في هذه الجزيرة – لا يرون الأشياء التي حرموا منها تتعفن أمام أعينهم، ولا يقلقون من الضرائب ولا يعيشون في خوف من حملات الشرطة على بيوتهم قبل الفجر.
اعتاد الرجال أن يجلسوا معاً كل يوم للحديث في شئونهم ومشكلاتهم، ومن هذه المشكلات أن نظام المقايضة بالسلع له عيوب فالسلع لم تكن كلها حاضرة طوال الوقت .. فالخشب الذي استخدمه الفلاح خلال الشتاء ليطهي طعامه ويستدفئ به لم يكن يستطيع مقايضته بالبطاطس إلا بعد ستة أشهر .. وقد تتوفر لأحدهم كمية كبيرة من إنتاجه ويريد أن يستبدلها بسلع أخرى من إنتاج عدة أشخاص وفي أوقات مختلفة .. كل هذا عقّد نظام المقايضة وألقى بعبء ثقيل على الذاكرة .. وانتهوا إلى أنه لو كان هناك نظام للنقود لاستطاع الواحد أن يبيع ويشتري بالنقود الأشياء التي يريدها في الوقت الذي يحتاجها فيه .. ولكن للأسف ولا واحد منهم كان خبيراً بإنشاء مثل هذا النظام .. إنهم يعرفون كيف ينتجون ثروة حقيقية من السلع والخدمات، ولكن كيف تنتج النقود التي هي رموز لهذه الثروة فشئ خارج عن نطاق خبراتهم.
في مساء يوم من الأيام وكان الرجال يجلسون على شاطئ البحر يتحدثون عن نفس المشكلة .. ربما للمرة المائة رأوا قارباً صغيراً يقترب من الشاطئ وبه رجل واحد .. علموا فيما بعد أنه الوحيد الذي نجا حياً من ركاب سفينة محطمة واسمه أوليفر. كانوا مبتهجين أن يجدوا رفيقاً جديداً فأتحفوه بأفضل ما عندهم .. ثم أخذوه في جولة حول الجزيرة وقالوا له: رغم أننا انقطعنا عن العالم ولكننا لا نشكو كثيراً فالأرض والغابة بهما خير كثير والحمد لله ولكننا نفتقد شيئاً واحداً هو النقود .. فقال أوليفر: حسناً .. يمكنكم أن تشكروا العناية الإلهية فأنا من رجال البنوك وفي أقصر وقت أنشئ لكم نظاماً نقدياً يحل مشكلاتكم، وبذلك يتوفر لكم كل شئ مما يتوفر للناس في الحياة الحضارية هتفوا مسرورين! رجل بنكي .. رجل بنكي! كأن ملاكاً قد نزل إلينا من السماء!
إلــه الحضارة
- يا سيد أوليفر – باعتبارك رجل البنك عندنا فسيكون عملك الوحيد هو العناية بنقودنا فقط .. لا حاجة بك للعمل اليدوي هنا.
قال: سوف أعمل على رفاهية هذه الجزيرة بكل طاقتي.
فقالوا: سنبني لك بيتاً يليق بمقامك المحترم، وحتى يتم هذا نرحب بك ضيفاً في بيوتنا.
قال: شكراً لكرمكم .. ولكن قبل كل شئ علينا أن نفرغ حمولة القارب فهناك مطبعة وورق وأحبار وحروف، ويوجد برميل صغير أرجو أن تتناولوه بأكبر قدر من العناية. أفرغ الرجال القارب.. إلا أن البرميل الصغير أثار كثيراً من فضولهم .. فقال أوليفر: "إن هذا البرميل به كنز يفوق الأحلام .. إنه مملوء بالذهب"!.
شهق الرجال الخمسة في نفس واحد وهتفوا: إله الحضارة قد نزل عندنا في جزيرة الخلاص! الإله الأصفر .. الذي يختفي دائماً فلا تدركه الأبصار ولكن لديه قوة رهيبة .. بوجوده وغيابه وتقلّب أسعاره تتقرر مصائر البلاد المتحضرة!..
- "ذهب" يا سيد أوليفر .. لابد أنك رجل بنكي عظيم..!!
يا لمهابتك يا صاحب العظمة – أيها المبجل أوليفر .. يا أعظم كهنة الإله الذهبي! تقبل ثناءنا وتقديرنا وقسمنا لك بالولاء والإخلاص! 
- نعم أيها الرفاق إنه ذهب يكفي لقارة كبيرة لا لجزيرة فحسب .. ولكن الذهب يا رفاق ليس للتداول .. فالذهب لابد من إخفائه .. إنه روح النقود الجيدة .. والروح دائماً غير مرئية .. وسوف أشرح لكم الأمر عندما تتسلمون أول دفعة من النقود.
وقبل أن ينصرفوا إلى حال سبيلهم سألهم أوليفر: "كم من النقود تحتاجون لتصريف تجارتكم"؟ .. نظر بعضهم إلى بعض وتشاوروا فيما بينهم حتى استقر الرأي على مائتي دولار لكل واحد منهم .. ذهبوا إلى فرشهم ولكن عز النوم عليهم فقد امتلأ خيالهم بصورة الذهب فظلوا مستيقظين حتى مطلع النهار.
أما أوليفر فلم يضيع لحظة من وقته رغم ما أصابه من إجهاد .. ذاب في تيار حماسه لمستقبل هبط عليه كمدير للبنك ووزير لاقتصاد الجزيرة .. ومع تنفس الصبح كان قد انتهى من إعداد حفرة دفن فيها البرميل وأهال عليه التراب وغرس فوقه شجيرة صغيرة فأصبح مكانه غير معروف من أحد سواه. ثم بدأ يشغل أدواته في طباعة أوراق نقدية مجمل قيمتها ألف دولار .. وقال لنفسه "لقد أصبح الشريد مدير بنك!" كم هي مسألة سهلة أن تصنع النقود .. إن زبائني السذج يظنون أن هذه النقود تستمد قيمتها من الذهب .. ويجهلون هذه الحقيقة: وهي أن قيمة النقود تكمن في المنتجات التي ستشتريها .. يعنى في قوتها الشرائية .. فبدون المنتجات تصبح هذه الأوراق عديمة القيمة .. ولجهلهم جعلوني سيدهم!..
من يملك النقود
فلما حل مساء اليوم التالي هرول الخمسة إلى أوليفر .. وكان على المنضدة خمسة أكياس من النقود عندما بادرهم أوليفر قائلاً: قبل توزيع النقود أود أن ألفت أنظاركم إلى أمر مهم.. أنتم تعلمون أن أساس النقود هو الذهب .. والذهب عندي محفوظ في خزينة البنك فهو ذهب أملكه .. وترتيباً على ذلك تكون النقود نقودي .. ولكن لا ينبغي أن تشعروا بحرج من ذلك. فسوف تتصرفون بالنقود كيف تشاءون .. وسيكلفكم هذا أن تدفعوا لي فائدة مقدارها 8% وهي فائدة معقولة في بلد تشح فيها النقود.
أجابوا جميعاً بنفس واحد: لك ما تريد يا سيد أوليفر .. هذا شئ معقول، فقال: نقطة أخيرة أيها الأصدقاء: "البيزنيس بيزنس "الشغل شغل" حتى بين الأصدقاء .. قبل أن تأخذوا النقود على كل واحد منكم أن يوقع على ورقة تلتزمون فيها أن تدفعوا الفائدة ورأس المال .. وفي حالة الامتناع عن الدفع يحق لي مصادرة ممتلكاتكم .. إنها مجرد شكليات كما ترون فممتلكاتكم لا تهمنى في شئ .. فأنا مكتف بالنقود وأثق أنني سوف أحصل عليها في موعد استحقاقها وتحتفظون أنتم بممتلكاتكم".
قالوا: إنه أمر معقول يا سيد أوليفر .. ولسوف نجتهد في أعمالنا ونسدد ديوننا إليك في حينها.
قال: هذه روح طيبة .. وأنا في خدمتكم دائماً – إذا اعترضتكم مشكلة فتعالوا إلى أحلها لكم فمدير بنككم هو أفضل صديق لكم .. وها هي النقود .. لكل واحد منكم مائتا دولار.
وهكذا انصرف الرفاق الخمسة وأيديهم ممتلئة بالدولارات الورقية وعقولهم تسبح في بهجة الحصول على المال.
الحل هو المعضلة
أصبحت نقود السيد أوليفر متداولة في الجزيرة وأصبحت التجارة سهلة بل تضاعفت .. وأضحى كل إنسان سعيداً بمجريات الأمور .. وكان مدير البنك دائماً في موضع التقدير والاحترام والاعتراف بالجميل .. فيما عدا شخص واحد وهو "توم" المنقّب عن المعادن .. لماذا يبدو مهموماً وقد جلس وحيداً منهمكاً في حسابات ومعه القلم والورقة؟! فتعالى ننظر في أمر توم:
لقد وقع توم مع زملائه على عقود تقتضى أن يعيدوا إلى البنك نقوده في نهاية العام، يعنى مائتا دولار + 16 دولاراً أخرى .. ولكن توم لا يجد في جيبه سوى حفنة قليلة من الدولارات ويوم تسديد الدين يقترب حثيثاً .. كان الرجل يفكر في هذه المعضلة ملياً منذ وقت طويل .. ولم يجد لها حلاً .. والآن أخذ ينظر إلى المشكلة من وجهة نظر الجماعة ككل .. قال في نفسه: هل يستطيع كل من في الجزيرة أن يدفعوا لأوليفر 1080 دولاراً بينما كل نقود الجزيرة مجتمعة لا تزيد عن ألف دولار فإذا دفعناها كلها إليه سنبقى جميعاً مدينين له بثمانين دولاراً غير موجودة أصلاً .. وبسبب هذا الدين يستطيع أوليفر أن يستولى على كل ممتلكاتنا ومنتجاتنا .. يعنى يستولى على الجزيرة كلها ويخرجنا منها مفلسين .. حتى لو استطاعت قلة منا لديها النقود أن تسدد ديونها هذا العام فسوف يأتي الدور على الجميع في الأعوام التالية ويستولى البنك على كل شئ .. لابد أن نعقد على الفور اجتماعاً لنرى معاً ماذا يمكن عمله في هذه المعضلة.
استطاع توم بالأرقام أن يبرهن على صحة رأيه واتفق الجميع على أن صديقهم البنكي قد خدعهم وقرروا عقد اجتماع معه على الفور.
(2) البنكي الخير
تولى فرانك شرح وجهة نظر الجماعة واستمع أوليفر بصدر رحب والابتسامة لا تفارق شفتيه .. قال: كيف نستطيع أن ندفع لك 1080 دولاراً وكل ما في الجزيرة من نقود لا يزيد عن ألف دولار فقط؟!.
أجاب أوليفر: هذه هي الفائدة يا أصدقائي، ألم يرتفع معدل إنتاجكم؟.
فقالوا: بالتأكيد ولكن النقود لم تزد مع زيادة الإنتاج .. وأنت الوحيد الذي تصنع النقود، وقد صنعت لنا ألف دولار فقط وتريد الآن أن تسترد 1080 دولار .. هذه استحالة!..
قال البنكي أوليفر: "الآن استمعوا إلىّ يا أصدقاء .. من أجل خير أكبر للجماعة عليها أن تكيّف أوضاعها لظروف الزمن .. إنني سوف أطالبكم فقط بتسديد الفائدة وسوف تبقى معكم رءوس أموالكم المقترضة .. مائتا دولار لكل واحد منكم .. فأجابوا جميعاً: "بارك الله فيك يا سيد أوليفر.. هل ستلغى المائتى دولار التي يدين بها كل واحد منا لك؟".. 
رد أوليفر مبتسماً: لا .. لا .. آسف .. ليس الأمر هكذا .. إن البنك لا يلغى الديون أبداً .. فستظلون مدينين لي بالنقود التي اقترضتموها .. ولكنكم ستدفعون لي سنوياً الفوائد فقط .. فإذا دفعتم الفوائد كل عام بأمانة فلن أطالبكم بتسديد رأس المال.. ربما لا يستطيع البعض تسديد قيمة الفوائد كل عام نظراً لتداول النقود.. حسناً نظموا أنفسكم في شكل دولة وأنشئوا نظاماً للضرائب بموجبه يدفع الأغنياء ضرائب أكثر ويدفع الفقراء أقل .. اجمعوا قيمة الفوائد كلها في مبلغ وسوف أكون راضياً بذلك .. وتأكدوا أن دولتكم ستزدهر"..
انصرفت الجماعة وقد اطمأنوا بعض الشئ ولكن لا تزال الشكوك تساور عقولهم.
أحلام البنكيّ تتضخم
جلس أوليفر بمفرده يتأمل فيما آلت إليه حياته .. وجرت أفكاره على هذا النحو: "البيزنيس يسير على ما يرام .. وهؤلاء الأولاد عمّال مجتهدون وإن كانوا أغبياء.. فإن غباءهم وجهلهم هما مصدر قوتي وازدهاري .. إنهم يطلبون النقود وأنا أعطيهم سلسلة من القيود والشروط .. يمنحونني من إنتاجهم ما أريد وأنا أحصد وفي جيوبهم من نقود .. حقاً إنهم قد يتمردون علىّ ويلقون بى في البحر، ولكن حتى لو تمردوا فإن معي توقيعاتهم .. إنهم أناس أمناء كادحين وُضعوا في هذه البقعة من العالم ليقوموا على خدمة رجل المال".
ثم توجّه بحديثه إلى أستاذه فقال: "أيها الشيطان الأعظم إنني أشعر أن عبقريتك البنكية تسري في عروقي .. يا سيد الوهم والإبداع لكم كنت صادقاً عندما قلت: "أعطني السيطرة على نقود الأمة ولا يهمنى بعد ذلك من يصنع قوانينها" .. وأنا سيد جزيرة الخلاص لأنني أسيطر على أموالها .. إن روحي ثملة بالحماس والطموح .. وأشعر أنني أستطيع حكم العالم كله .. فالذي صنعته أنا أوليفر هنا أستطيع أن أصنعه في بقية العالم .. فقط إذا استطعت أن أخرج من هذه الجزيرة .. إنني أعرف كيف أحكم العالم بأسره دون أن أضع تاجاً على رأسي .. وسوف تتعاظم بهجتي وسعادتي عندما أنفث فلسفتي في عقول قادة المجتمعات من البنكيين والصناعيين والسياسيين والإصلاحيين والمعلمين والصحفيين .. كل هؤلاء سيصبحون بعض خُدامي وأدواتي .. وسوف تعيش الجماهير في العبودية سعداء عندما تكون النخبة فيهم مقتنعة بفلسفتي. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق