الجمعة، 15 مايو 2015

الرد على سؤال : هل الاسلام سبب تأخر العرب المسلمين ؟

كان اليونانيون قبل النصرانية أرقى أمم الأرض أو من أرقى أمم الأرض ، وكانوا واضعي أسس الفلسفة ، وحاملي ألوية الأدب والمعارف ، ونبغ منهم من لا يزالون من أعلام البشرية في العلم والفلسفة إلى يومنا هذا .
وكان الاسكندر المقدوني فاتح عرفه التاريخ أو من أعظم الفاتحين الذين عرفهم التاريخ ، حاملا للأدب اليوناني ، ناشرا لثقافة اليونان بين الأمم التي غلب عليها .
وما كانت دولة البطالسة التي لمعت في الأسكندرية بعلومها وفلسفتها إلا من بقايا فتوح الأسكندر .
ثم لم تزل هذه الحالة إلى أن تنصرت اليونان بعد ظهور النصرانية بقليل ، فمنذ دانت هذه الأمة بالدين الجديد بدأت بالتردي والإنحطاط السريع وفقدت مزاياها القديمة ، ولم تزل تنحط قرنا عن قرن ، وتتدهور بطنا عن بطن ، إلى أن صارت بلاد اليونان ولاية من ولايات الخلافة العثمانية .
ولم تعد إلى شىء من النهوض والرقي إلا في القرن الــ 19 ، واين هي مع ذلك الآن مما كانت قبل النصرانية ؟
وهي الآن دولة من دول الإتحاد الأوروبي وهي غارقة في الإفلاس والديون والفوضى لولا قبلة الحياة التي تعطيها لها الدول الأوربية .
أفيجب ان نقول أن النصرانية كانت المسؤولة عن انحطاط اليونان هذا ؟
ان القائلين بأن الإسلام قد كان سبب انحطاط الأمم الدائنة به لا مفر لهم من القول بان النصرانية قد أدت أيضا إلى إنحطاط اليونان التي كانت من قبلها عنوان الرقي .
ثم كانت دولة الرومان التي كانت أيام الوثنية دولة متقدمة ومسيطرة على العالم شرقا وغربا إلى أن تنصرت في عهد قسطنطين وبعد أن تنصرت أخذت في الإنحطاط مادة ومعنى إلى أن انقرضت من الغرب ثم من الشرق على يد عمرو ابن العاص وبقيت على ذلك حوالي 1500 سنة حتى بدأت تعيد بعض من مجدها الغابر .
ولن تبلغ ما بلغته من المجد قبل دخولها في النصرانية مهما فعلت وهي على النصرانية الآن .
فهل نقول أن تنصر الرومان هو العامل في الإنحطاط الذي وصلت له بعد مجد الوثنية ؟!!!
فإن لسقوط الرومان بعد انتشار النصرانية فيهم ولسقوط اليونان من قبلهم بعد أن تقبلوا دعوة بولس إلى النصرانية اسبابا وعوامل كثيرة من فساد الأخلاق وانحطاط الهمم وانتشار الخلاعة وشيوع الإلحاد والإباحة ،
.
لذا فإن تأخر المسلمين اليوم ليس بسبب الإسلام كما يروج النصارى وحاملي الفكر العلماني وإلا لقلنا نفس الكلام على روما واليونان وأن النصرانية سبب تخلفهم ولكن يخضع الأمر لسنة الله في الأرض وتداول العلو والإنحطاط بين الأمم حسب مجهود كل أمة وأخذها بالأسباب والعامل الأكبر في نهضة الأمة الإسلامية هو الإسلام لأنها أمة تعمل وفق عقيدة وليست مثل الأمم التي تعمل للدنيا فقط وشهوات النفس.


وبالتالي فإن أسباب نهضة المسلمين أقوى من غيرهم من الأمم إن أحسنوا العمل بهذا الدين الذي عمل به نجوم القرون الأولى من الإسلام .
.

.
من كتاب لماذا تأخر المسلمون لشكيب أرسلان بتصرف صــ 126 ، 127

الأربعاء، 13 مايو 2015

نساء في تاريخ المغرب: الحرة بنت راشد... حاكمة تطوان

حظيت الست الحرة بشهرة واسعة النطاق، فقد اعتنى المؤرخون المغاربة والأجانب بها على حد سواء، ولعل شهرة هذه السيدة قامت على اعتبارات كثيرة منها أنها ابنة أمير شفشاون علي بن راشد تـ (917هـ - 1511م)، وهي الأخت الشقيقة للوزير أبي سالم الأمير إبراهيم بن راشد، زوجة قائد تطوان محمد المنظري، وحاكمة تطوان لأزيد من ثلاثة عقود، وزوجة السلطان أحمد الوطاسي (932 – 956) ابن السلطان محمد الشيخ (910 – 932) واعتبر هذا الزواج زواجا سياسيا بامتياز.
فهي الست الحرة بنت الأمير علي بن موسى بن راشد بن علي بن سعيد ابن عبد الوهاب بن علال بن عبد السلام بن مشيش، فهي شريفة النسب علمية إدريسية حسنية.
اختلف المؤرخون في اسمها، فبالرغم من شهرتها باسم الست الحرة، فقد ادعى بعض المؤرخين خاصة الأجانب منهم، أن اسمها هو عائشة، حيث وقع الخلط لديهم بينها وبين عائشة بنت أحمد الإدريسية أم القاضي محمد بن عسكر الحسني الشفشاوني صاحب كتاب دوحة الناشر،- والتي سبق لنا أن ترجمنا لها في "رائدات مغربيات"-، كما هو الحال عند كل من "هنري دو كاستري" و"شنتال دو لافيرون"، ومن المغاربة المؤرخ محمد داود، والعلامة عبد الله كنون، والأستاذ إبراهيم حركات ومحمد حجي وغيرهم كثير... فهم يجعلون لفظ (الحرة) لقبا كان يطلق عليها تشبيها لها بأنثى الطائر الحر الذي هو الباز، نظرا لما يتمتع به هذا الطائر من مزايا عديدة يتميز بها عن سائر الطيور، فهي قد شبهت به في نظر هؤلاء لما كانت تتمتع به من ذكاء وشجاعة ونخوة وخبرة سياسية...
في حين يذهب الأستاذ محمد داود في كتابه تاريخ تطوان "...أنها لقبت بالحرة تمييزا لها عن الإماء، لأن الناس في ذلك العصر كانوا يكثرون من التسري بالجواري..." أما الأستاذ عبد القادر العافية فيرى أن أبوي الست الحرة اهتديا إلى هذا الاسم تيمنا بملكة غرناطة الذائعة الصيت، وأيضا لأن وثيقة عقد زواج الست الحرة بالسبطان أحمد الوطاسي، أتبثت بما لا مجال للشك أن اسم الأميرة الراشدية هو "الحرة" لا عائشة.
ولدت الست الحرة بشفشاون حوالي سنة (900هـ - 1493م) بمدينة شفشاون، وتربت ونشأت في بيت جهاد، فقد كان والدها الأمير علي بن موسى بن راشد ، مختط مدينة شفشاون، وقائدها، وتلقت تعليمها على يد أشهر العلماء والفقهاء بهذه المدينة، مما لا شك فيه أن هذه التربية ساهمت في جعل الست الحرة تحصل على ثقافة واسعة انعكست على تصرفاتها وقراراتها فيما بعد.
وفي هذا الموضوع يقول صاحب كتاب (أسرة بني راشد بشمال المغرب): "تروي لنا الأخبار سواء البرتغالية أو الإسبانية أن هذه السيدة النبيلة كانت تتوفر على ذكاء نادر، وأخلاق سامية هيأتها لتأخذ بيدها السلطة، وذلك بسبب التعليم الذي تلقته من أشهر العلماء ورجال الدين في عصرها...".
لم تطل إقامة الست الحرة في مسقط ر أسها وبين ذويها، فما إن اكتمل نضجها، في نحو الثامنة عشر من عمرها، سترتبط بأحد قواد والدها المنظري الثاني، وكان الغرض من هذا الزواج بين الأسرتين هو تقوية روابط المصاهرة وجمع الشمل وتوحيد الكلمة قصد تقوية جبهة الجهاد ضد التدخل الأجنبي للثغور الشمالية، فانتقلت معه إلى تطوان، حيث وجدت وسطا أندلسيا مثقفا رقيق الحاشية كالذي تربت فيه في مدينة شفشاون، فأنجبت منه بنتا واحدة، لم يذكر لنا التاريخ اسما لها، بل فقط زواجها من المنظري الثالث حفيد المنظري الأول (تـ946هـ).
لم يكن زوج الست الحرة يرضى عن احتلال البرتغاليين لطنجة، أصيلا، سبتة، القصر الصغير وغيرها، لذلك كان في نضال مستمر معهم، ونظرا لما لمسه من نضج وسداد الرأي لدى الست الحرة، فقد كان يلتمس منها من الإرشاد والنصح، مما مكنها من تولي بعض الأحكام أثناء غيابه عن المدينة لمنازلة الأعداء، وبهذا الحضور المتميز للست الحرة، اكتسبت خبرة كافية وتجربة سياسية كبيرة لتسيير شؤون المدينة وحدها فيما بعد.
ظلت الست الحرة في بيت زوجها حوالي تسع سنوات قبل أن يلتحق بالرفيق الأعلى عام 925هـ، وبموته أصبحت مدينة تطوان خاضعة للأمير إبراهيم بن علي بن راشد حاكم شفشاون، وبقيت كذلك حتى أصبح هذا الأخير وزيرا للسلطان أحمد الوطاسي وقائدا لأركان حربه، فقام بتنصيب أخته الحرة حاكمة لمدينة تطوان.
فأضحت السيدة الأولى فيها، تحت ظل الأمير إبراهيم القائد الحقيقي لتطوان وشفشاون، ومما أكدته بعض المصادر التاريخية، أن سكان تطوان لم يجدوا حرجاً في حكمها لما كانوا يرونه من حسن تدبيرها و رجاحة سياستها، و قد مرت فترة حكمها دون رد فعل من طرف الفقهاء والعلماء.

اهتمت السيدة الحرة بتدبير شؤون المدينة بشكل يوافق ماهو معروف في الحواضر الكبرى، كما أولت اهتماما كبيرا بالجانب العسكري لعلاقته بالجهاد البري والبحري، (حيث كانت تتوفر على أسطول بمرتيل متأهب دائما للقيام بغارات ضد الإيبريين)، فكانت للمدينة حراسة دائمة في أبراجها بسبب التهديد البرتغالي والإسباني الدائمين لها.
إذا كان الزواج الأول للست الحرة قد وقع فيه خلاف بين المؤرخين، فإن زواجها الثاني من السلطان مولاي أحمد بن محمد الوطاسي قد أجمع عليه المؤرخون المغاربة والأجانب، وقد تم في مدينة تطوان بتاريخ ربيع الأول عام 948هـ/29 يونيو سنة 1541م، حسب ما ورد في عقد قرانها.
بعد عودة السلطان لعاصمة ملكه فاس، لم يصطحب معه زوجته الحرة، ولكنه تركها في تطوان خليفة عنه، والقائمة بالعلاقات الخارجية بينه وبين البرتغال.
وقد أدى إصرار الست الحرة على استقبال السفن التركية، والتعاون مع المجاهدين في المغرب الأوسط إلى تأزم العلاقة بينها وبين حاكم سبتة، نتج عنه توقف التبادل التجاري بين المدينتين سنة 1542 ميلادية، وهو ما زاد في تدهور الوضع لدى التجار، ودبرت المؤامرة التي أطاحت بحكم الحرة على يد محمد حسن المنظري، الذي صادر أملاكها وأبعدها عن الحكم في 23 أكتوبر 1542 ميلادية .
وبهذه النظرة الموجزة عن شخصية الست الحرة وعن بعض ظروف حكمها لمدينة تطوان في القرن العاشر الهجري، نكون قد أسهمنا في إزاحة الستار عن سيرة امرأة تعد من أبرز النساء في تاريخنا الوطني بالمغرب الأقصى. 
الرابطة المحمدية للعلماء
المراجع:
1.    محمد داود، " تاريخ تطوان"، الجزء الأول، مطبعة كريماديس، تطوان، 1959.
2.    عبد العزيز بنعبد الله، "معجم أعلام النساء بالمغرب الأقصى"، المكتب الدائم لتنسيق التعريب في العالم العربي، مطبعة فضالة، المحمدية،1970.
3.    "المرأة في تاريخ الغرب الإسلامي": سلسلة مغربيات مواطنات الغد، عبد الهادي التازي، نشر الفنك، الطبعة الأولى، 1992.
4.    عبد القادر العافية، "أميرة الجبل الحرة بنت علي ابن راشد"، الطبعة الأولى، مطبعة النور، تطوان، 1989.
5.    محمد بن عزوز حكيم، "الست الحرة، حاكمة تطوان"،الطبعة الأولى، مطبعة الساحل، الرباط،1983.
6.    أبو صهيب محمد أثار، "الست الحرة، أميرة الجهاد بشمال المغرب"، الطبعة الأولى، مطبعة ألطوبريس، طنجة، 2008.

.
 https://groups.google.com/forum/#!msg/fayad61/QqiKBzQUhL4/D11Ye2eu3MAJ

الثلاثاء، 12 مايو 2015

- رفض خوان غويتيسولو ( م 1931 ) الأديب الاسباني المناصر لفلسطين رفض قبول جائزة القذافي العالمية للأدب ، لأنها تحمل إسم حاكم مستبد وديكتاتور .
- ورفض صنع الله إبراهيم جائزة القاهرة للإبداع الروائي لأنهم من نظام مبارك وقال أنه نظام شمولي يقيم علاقات مع إسرائيل .
- وقبل أحمد الطيب شيخ الأزهر أن يأخذ جائزة مالية من حكام الإمارات .
.
قال سعيد بن المسيب : إذا رأيتم العالم يغشى الأمراء فاحذروا منه فإنه لص .
وقال بعض السلف : إنك لن تصيب من دنياهم شيئا إلا أصابوا من دينك أفضل منه .
وفيما رواه أحمد عن ميمون بن مهران قال : ثلاثة لا تبلون نفسك بهم : لا تدخلن على ذي سلطان وإن قلت : آمره بطاعة الله ، ولا تخلون بامرأة وإن قلت : أعلمها كتاب الله ، ولا تصغين بسمعك لذي هوى فإنك لا تدري ما يعلق بقلبك منه .
.
.
المصدر : الآداب الشرعية » فصل انقباض العلماء المتقين من إتيان الأمراء والسلاطين صفحة 476 .

موقف شيخ الأزهر وموقف غيره من جوائز تمنح من الحكام ..............

- رفض خوان غويتيسولو ( م 1931 ) الأديب الاسباني المناصر لفلسطين رفض قبول جائزة القذافي العالمية للأدب ، لأنها تحمل إسم حاكم مستبد وديكتاتور .
- ورفض صنع الله إبراهيم جائزة القاهرة للإبداع الروائي لأنهم من نظام مبارك وقال أنه نظام شمولي يقيم علاقات مع إسرائيل .



- وقبل أحمد الطيب شيخ الأزهر أن يأخذ جائزة مالية من حكام الإمارات .
.
قال سعيد بن المسيب : إذا رأيتم العالم يغشى الأمراء فاحذروا منه فإنه لص .
وقال بعض السلف : إنك لن تصيب من دنياهم شيئا إلا أصابوا من دينك أفضل منه .
وفيما رواه أحمد عن ميمون بن مهران قال : ثلاثة لا تبلون نفسك بهم : لا تدخلن على ذي سلطان وإن قلت : آمره بطاعة الله ، ولا تخلون بامرأة وإن قلت : أعلمها كتاب الله ، ولا تصغين بسمعك لذي هوى فإنك لا تدري ما يعلق بقلبك منه .
.
.
المصدر : الآداب الشرعية » فصل انقباض العلماء المتقين من إتيان الأمراء والسلاطين صفحة 476 .

السنباطي والمجرم إسماعيل صدقي باشا ..............

في أحدى حفلات معهد الموسيقى بالقاهرة في الخمسينات من القرن الماضي ، وبينما كان الملحن السنباطي يؤدي على العود بعض التقاسيم الموسيقية ، سرت همهمة بين الحضور ، وتوجهت الأنظار نحو الرجل الخطير الذي دخل القاعة مع حاشيته ، قبل أن يتوجه برفقة مدير المعهد نحو المقعد المخصص له .
لم يكن هذا الرجل الخطير سوى إسماعيل صدقي باشا ( 1875 – 1950 ) ، رئيس وزراء مصر آنذاك وجلادها ، والرجل الذي وقف وحده مع الإنجليز والملك ضد شعب مصر وأمانيه في الحرية والإستقلال ، وهو الذي قمع التظاهرات الشعبية والإضطرابات الطلابية بالرصاص ، واعتقل وزج بالمئات في السجون ، وكان مكروها من الشعب المصري بأسره .
لقد رأى السنباطي خلال لحظات لم تستمر طويلا في صورة هذا الرجل آلام الشعب كلها وكراهيته له .
رأى فيه الرصاص والاستبداد ، فلم يستطع الإستمرار في العزف ، إذ ما كاد إسماعيل صدقي باشا يتخذ مكانه في الصف الأول من القاعة ، ومن حوله حاشيته والمتزلفون له ، حتى قطع السنباطي العزف ، ونهض حاملا عوده بيمينه ، ثم قفز من على خشبة المسرح إلى القاعة ، أمام دهشة الحضور ، وغادر القاعة وهو يتمتم بكلمات مبتورة وغاضبة " ...... ده كلام .... أعزف للرجل ده .... " ولحق به المسؤولون عن المعهد لثنيه عن المغادرة ، ولكنه رفض وأصر على موقفه " .
وطبعا دفع السنباطي ثمن موقفه هذا عبر هجوم صحفي قاسي ضده وعدم تعاون شركات الاسطوانات معه والإذاعة قاطعت أعماله .

طبعا الحديث هنا للمقارنة بين مواقف بني مهنة السنباطي وقتها وبين نفس بني مهنته اليوم من الطغاة وجلادي الشعب والقتلة .
- وطبعا أنا أحاول تجاوز نقطة الموقف من الغناء والموسيقى إلى الموقف من الطغاة حيث أنها مواقف تحسب له كما يحسب عليه عمله بالغناء الذي ربما يكون تاب عنه قبل مماته أو غفر الله له ذنوبه بذاك الموقف المحترم وليس بكثير على الله تعالى الذي سبقت رحمته غضبه .
.
.
.

المصدر : كتاب " السنباطي ... تأليف السوري صميم الشريف صـــ 82 ، 83

مسلسل "إيزابيلا لاكاتوليكا" -إيزابيل الكاثوليكية وتزوير التاريخ ...............

تلفزيون أبو ظبي يشتري مسلسل أسباني إسمه "إيزابيلا لاكاتوليكا" -إيزابيل الكاثوليكية ويعرضه مدبلجا على التليفزيون باللهجة السورية .
- المسلسل إنتاج اسباني أنفق عليه ملايين الدولارات لتجميل الوجه القبيح لعنصرية أسبانيا وملوكها وقت سقوط الأندلس ولنشر صورة تجميلية لفترة محاكم التفتيش ومجازر إبادة المسلمين على يد إيزابيلا مناصفة مع الملك فرديناند زوجها المجرم .


- المسلسل يأتي في ظل هجمة إعلامية شرسة لتزوير التاريخ بدأت بمسلسل حريم السلطان وصولا لإيزابيلا وفرديناند بإجرامهما .
- ولا أدري من وراء وجود هذا المسلسل على تليفزيون عربي مسلم يمجد في تاريخ مجرمين أسبان على حساب دماء ضحايا المسلمين الأبرياء .
- هذه المجرمة الملطّخة يداها بدماء المسلمين الأندلسيين جمعت بين نجاستين -و العياذ بالله- نجاسة معنوية كمشركة و نجاسة حسية حيث لم تغتسل إلا مرة واحدة في حياتها و جعلت هذه المذمة مفخرة تتباهى بها.
- يقول العلامة الفهامة الإمام محمد تقي الدين الهلالي المغربي رحمه الله في ترجمته لكتاب "مدنية المسلمين بإسبانيا" للعالم الأمريكي الشهير جوزيف ماك كيب في معرض كلامه عن إيزابيلا ملكة قشتالة: الصفحة 105. "إيزابيلا( Isabella (1451-1504 ملكة قشتالة. استولت على الملك سنة 1474م داهية مكارة متعصبة. بذلت جهدها في تجديد المحنة و تعذيب المسلمين و اليهود. و ارتكبت خطايا كثيرة باسم الدين. و أما أحوالها الخاصة فلم تكن مما تغبط عليه: لأنها كانت تفتخر بأنها لم تغتسل في حياتها إلا مرتين يوم ولادتها سنة 1451 و ليلة عرسها سنة 1469. و غسلت حين ماتت سنة 1504 فتمت لها الغسلة الثالثة و الحقيقة أنها لم تغتسل إلا مرة واحدة وهي في ليلة عرسها. لأن غسلها يوم ولادتها و غسلها يوم موتها ليس من عملها."
- الإمارات لها دور إعلامي مشبوه لا أفهمه بإذاعتها لذلك المسلسل الذي لا دور له إلا تزوير التاريخ وغسل العقل العربي المسلم وقتل روح الثأر والإنتقام وقتل عزيمة الشباب وروح الجهاد .
- فهل هناك تفسير ما نسمعه من قناة قناة أبوظبي لإذاعتها تلك المادة التي تهدم في المجتمع المسلم ولا تبني ؟

الأحد، 10 مايو 2015

لاجئ من أقصى الشمال… حينما انبهر ملك السويد بالحضارة العثمانية .....الكاتب : بلال الداهية


عرفت أوروبا خلال مطلع القرن الثامن عشر حربا عظمى مدمرة أطلق عليها اسم “حرب الشمال الكبرى”، وكان طرفاها الرئيسيان مملكة السويد وروسيا القيصرية، وقد امتدت من عام 1700 إلى 1721. وتعد هذه الحرب من بين أخطر الأحداث في التاريخ الأوروبي الحديث حيث أدت إلى تحطم الإمبراطورية السويدية وخروج السويد من مصاف الدول الكبرى في العالم، وإلى ظهور روسيا القيصرية لأول مرة في تاريخها كدولة قوية.
الانتصار العثماني على روسيا في بروث
وقد أثرت الدولة العثمانية بشكل مباشر في هذه الحرب حينما تدخل الجيش العثماني لإنقاذ ملك السويد في اللحظات الأخيرة، وأنزل بالجيش الروسي هزيمة منكرة قرب بروث سنة 1711، وقد لجأ ملك السويد كارل الثاني عشر لدى العثمانيين لمدة ست سنوات، وسنحاول في هذا المقال الموجز التعرف على ظروف لجوء ملك السويد وعلى أحداث الحرب العثمانية الروسية، وعلى ارتسامات الملك السويدي حول إقامته في اسطنبول وأدرنة.
بطرس الأكبر قيصر روسيا
حرب الشمال الكبرى:
تعود جذور الحرب الشمالية الكبرى إلى الصراع بين السويد التي كانت آنذاك القوة العظمى المهيمنة على بحر البلطيق، وبين أعدائها الخمسة الرئيسيين: مملكة بولونيا، وروسيا القيصرية، واتحاد الدانمارك – النرويج وإمارة سكسونيا ومعها إمارة هانوفر، ثم مملكة بروسيا. فبالنسبة لبولونيا فقد كانت تعتبر نفسها صاحبة الحقوق التاريخية في منطقة بحر البلطيق، خصوصا وأنها تشكل اتحادا فيديراليا مع ليتوانيا في دولة واحدة، وأما روسيا فقد كانت بزعامة القيصر بطرس الأكبر تطمع في الوصول إلى السواحل البحرية، وترغب في التخلص من عقدة الدونية التي كانت تعامل بها من طرف السويد والعثمانيين والنمسا، حيث كانت هذه الأطراف الثلاثة تعتبرها مجرد دولة صغيرة لا غير. أما الدانمارك وساكسونيا ودولة هانوفر في الشمال الألماني، فقد كانت كلها تصارع السويد على بعض المناطق الاستراتيجية أبرزها مناطق الشالزفيغ وغوتروب والهولشتاين، وكذلك النرويج التي كانت محلا للنزاع السويدي – الدانماركي. ونازعت بروسيا المملكة السويدية على ميناء براندنبورغ على بحر البلطيق.

قدات كل الدول المتحالفة حملة مشتركة على منطقة الهولشتاين وغوتروب التابعة للسويد سنة 1700، إلا أن الجيش السويدي تمكن من دحر الحلفاء، فهزم الدانماركيين في معركة ترافيندال، وتمكن من طرد البولونيين إلى بلادهم، وأنزل بالقيصر الروسي هزيمة منكرة في نارفا (إستونيا حاليا).
وتابع الملك السويدي كارل الثاني عشر الملقب ب”المحارب” الحرب ضد أعدائه حيث تمكن من دخول بولونيا وعزل ملكها أغسطس الأول وتم تعيين الأمير ستانيسلاف ليتشينسكي مكانه سنة 1704.
أما القيصر الروسي بطرس الأكبر فلم يسكت عن الهزيمة التي لحقت به، وتجمع المرويات التاريخية على كون ملك السويد قد أخطأ خطأ فادحا حينما ترك بطرس يفر بمن بقي من جيشه من معركة نارفا، مرددا عبارة “الروس أصغر من أهتم بشأنهم”، وبعد أشهر طويلة من التدريب، بدأ القيصر الروسي في إرسال غارات متكررة على السويد، لكن القوات السويدية تمكنت من ردها، وأمام تعنت الروس، قرر كارل الثاني عشر التحرك في حملة عسكرية ضخمة على روسيا انطلاقا من الأراضي البولونية.
كارل الثاني عشر لاجئا على حدود الدولة العثمانية:
عبر ملك السويد نهر فيستولا في يناير 1708 بجيش من حوالي 44 ألف مقاتل، ليغزو روسيا في عقر دارها، وبعد عدة معارك صغيرة تمكن السويديون من الانتصار فيها في غرودنو وغولوفتشين وديسنا وغيرها، حدث الالتحام الأكبر في مدينة بولتافا الأوكرانية.

تعرض السويديون لهزيمة ساحقة في معركة بولتافا في يوليوز 1709 حيث كان الجيش الروسي يفوقهم بأضعاف من حيث العدد، وكان مجهزا بشكل أفضل بكثير ومستعدا لمعركة تدور في أرض يعرفها جيدا.
يقول الملك كارل في مذكراته عن المعركة: “كان أمامنا الآلآف من الجنود الروس لكن الجنود السويديون تحركوا بشجاعة وبسالة نادرة وأتجهوا إلى الأمام متحدين الرصاص المنبعث من البنادق الروسية. كذلك الصراخ والأندفاع خرج من الجانب الروسي وفي أذهانهم الموت أو الحياة… كانت النقالة التي تحملني قد تكسرت. لكن أحدهم ساعدني ووضعني على الحصان. خلال لحظات.. مات الحصان الذي كان يحملني… خلال هذا الوقت أستطاع الجيش الروسي أن يحاصرالجيش السويدي وراح فينا الطعن والقتل.. الآلآف ماتوا في المذبحة. المذبحة أستمرت ساعات. سقط مثلها من الضحايا في الجانب الأخرفي الوقت نفسه… في الساعة الحادية عشرة قبل الظهر.. كان كل شيء قد أنتهى: الجيش الروسي حسم المعركة وأنتصر.. بينما أنا خسرت!
كنت مجروحاً، يجب أن أحمل على نقالة.. قبل لحظات. كان لدي الآف الجنود. بينما الأن لدي بضعة مئات يحاولون أن يخلصوا بجلودهم قبل أن يقعوا بالأسربيد بطرس روسيا الكبر.حاولت مع جنودي أن نتجه إلى تركيا التي كانت في حالة عداء وحرب مع روسيا. نتجه إلى مدينة صغيرة أسمها بيندر”.
مدينة بيندير المولدافية
الحرب العثمانية الروسية ومعركة بروت:
قرر كارل الثاني عشر اللجوء إلى الدولة العثمانية واستقر في مدينة بيندير الصغيرة في مولدافيا الحالية، وصحبه معظم من نجا معه من معركة بولتافا، وقد رحب السلطان أحمد الثالث أولا بملك السويد، الذي حاول جر العثمانيين إلى محاربة روسيا، ولكن الوزير نعمان باشا كوبرولو رفض مقترح الملك السويدي، وأشار على السلطان أحمد الثالث بعدم إقحام الدولة العثمانية في حرب لا تعني لها شيئا.

ولكن الصدر الأعظم ما لبث أن عزل وولي مكانه بلطجي محمد باشا، وقد استغل الجانب العثماني تجاوز الروس للحدود بين الدولتين لملاحقة الملك كارل وجنوده، فأعلنت الدولة العثمانية الحرب على روسيا في أواخر سنة 1710.
خرج بلطجي باشا من اسطنبول لقتال الروس والتقى الجمعان على نهر بروت في شمال مولدافيا الحالية، وكان بطرس الأكبر يقود الجيش الروسي بنفسه، وتمكن العثمانيون من سحق الروس، وحاصروهم حصارا شديدا في قلعة ياشي، واضطر القيصر إلى الاستسلام وطلب الهدنة من العثمانيين في أوائل سنة 1711.
وافق العثمانيون على إجراء الهدنة التي نصت على انسحاب روسيا إلى ما وراء نهر دنيبر وإعادة ما كانت روسيا قد أخذته في معاهدة كارلوفيتز سابقا، وأن تدفع غرامة حربية للدولة العثمانية، وأن تتعهد بالكف عن ملاحقة الملك كارل الثاني عشر ملك السويد.
معركة بروت في رسم فنان بريطاني في منتصف القرن الثامن عشر
ملك السويد يقيم داخل الأراضي العثمانية لمدة ست سنوات:
أقام الملك كارل في بلدة بيندير ببلاد البغدان بإذن السلطان أحمد الثالث، وقد أذن السلطان العثماني أيضا للملك بإقامة تجمع سكاني صغير هناك يضم كل اللاجئين السويديين الذين رافقوا كارل، بشرط أن يؤدي الملك نفقات إقامته، ونتيجة لذلك لقبه العثمانيون ب”دميرباش” Demirbaş أي “الرأس الحديدي”، ورغم ما في اللقب من التهكم والاستهزاء فقد قبل ملك السويد به مبدئيا، وعين السلطان أحمد طبيبا يهوديا برتغاليا لعلاج الملك الذي كان يعاني من جرح بليغ جعل حرارته ترتفع باستمرار.

سمى الملك مدينته الجديدة التي بناها داخل أراضي الدولة العثمانية ب”كارلشتاد” Karlstad وقد بدأ هذا التجمع السكاني يكبر شيئا فشيئا، وأصبح عدد السويديين داخله مهولا، خصوصا وأن الملك كارل شرع في افتكاك أسراه لدى روسيا والذين قدروا بعشرات الألوف، وتوطينهم معه في المدينة الجديدة.
بدأ السلطان أحمد الثالث يتضايق من إقامة ملك السويد قرب بيندير، وحينما تكررت الشكاوى من تجار وأهالي المدينة حول اختلاس السويديين للأموال، وعدم تسديدهم للأموال التي اقترضوها من تجار المدينة، إضافة إلى ما تنهى إلى مسامعه من مؤامرات يحيكها ملك السويد داخل البلاط العثماني نفسه، قرر نقل كارل إلى أدرنة، فهاجت العامة ومعها عساكر الانكشارية، وهاجمت مقر إقامة الملك كارل وأتباعه وقامت بتخريبه، وقد أصدر السلطان أوامره إلى الانكشارية بعدم قتل الملك، والاكتفاء باعتقاله، مطلقا عبارته الشهيرة: “علينا إكرام الضيف وإن كان كافرا”.
وهكذا نقل الملك كارل الثاني عشر إلى أدرنة، ووضع تحت الإقامة الجبرية، ومن هناك بقي يسير مملكته عبر إرسال السعاة الذين لم يكونوا يتوقفون نهائيا ذهابا وإيابا بين الأراضي العثمانية والسويد. ونقل بعد ذلك إلى إقامة جبرية جديدة في العاصمة اسطنبول، حيث اجتمع مباشرة بالسلطان أحمد الثالث، ودرس الملك السويدي هناك الجغرافيا والبحرية والهندسة، واطلع على مظاهر التفوق العسكرية والتقني والعلمي العثماني.
وحينما طلب السلطان أحمد من ملك السويد الرحيل إلى بلاده، تلكأ هذا الأخير وماطل، وبقي يتظاهر بالمرض لمدة عشرة أشهر، وفي نهاية عام 1714 رحل إلى السويد بعد أن تلقى تهديدات بخلعه عن العرش حاملا معه كتاب حماية من السلطان العثماني، يمنع أي دولة أوروبية من التعرض إليه، وقد تمكن كارل من الوصول إلى بلاده في ظرف أسبوعين فقط في إحدى أسرع الرحلات في التاريخ الحديث.
Karl_(Charles)_XII_of_Swede
انبهار كارل الثاني عشر بالدولة العثمانية:
درس ملك السويد الكثير من العلوم أثناء إقامته في اسطنبول واطلع على الثقافة والعلوم والمعمار العثماني، وقد تعلم السويديون على سبيل المثال طريقة إعداد الطعام العثماني حيث أعجبوا به، فهناك مثلاً (دولمه)، وهو طعام محشو بالخضروات، وحلوى الفاكهة والقهوة، وهذه الأطباق الثلاثة تعد أساسية الآن في المطبخ السويدي ولكنها لم تدخله إلا مع لجوء الملك كارل إلى بلاد الأتراك. وهناك أيضاً مفردات من مثل (Sofa)، أي كنبة، و(Kisok) أي كشك، و(Divan) أي ديوان، و(Kalabalik) أي مشاجرة، وهي ألفاظ انتقلت إلى اللغة السويدية لأول مرة بعد هذه الحادثة، فبخصوص عبارة كالاباليك التي لا زالت تستخدم إلى حد الآن، فقد اقتبسها السويديون من هجوم الغوغاء والانكشارية على قصر الملك كارل أثناء إقامته في بيندير.

وقد أعجب كارل الثاني عشر بشكل خاص بتخطيط المدن العثماني، وبمجرد عودته إلى بلده السويد، حمل مساعديه على إقامة حدائق وفقاً للنموذج القائم في إسطنبول، كما أُطلق على اثنتين من السفن الحربية التابعة للملك اسمي “يلدرم” أي “الصاعقة” و”ياراماز” أي “المتمردة” أو “المارقة” وفق الألفاظ التركية. ومن الأشياء التي تعلمها كارل الثاني عشر أثناء إقامته نجد لعبة الشطرنج، حيث جلب هذه الرياضة لضباطه في السويد. وفي ذلك الحين، وخلال إقامته في الإمبراطورية العثمانية، أمر كارل الثاني عشر بإرسال بعثة علمية إلى العالم الإسلامي. تحت قيادة الجنرال كورنيليوس لووس.
لقد حافظ كارل الثاني عشر على اهتمامه بالعالم الإسلامي بعد عام 1714م. وبعد عودته إلى السويد حافظ الملك السويدي على علاقاته الحسنة بالإمبراطورية العثمانية من خلال القنوات الدبلوماسية. وتكشف الوثائق أن الإمبراطورية العثمانية دعمت السويديين مرات عديدة بمبالغ كبيرة، ولم يتمكن السويديون من تسديدها، مع قيامهم ببعض المحاولات من خلال إرسال الأسلحة والسفن إلى السلطان العثماني.
وتضمنت بعض هدايا الإمبراطورية العثمانية إلى الملك السويدي مجموعات من الإبل يصحبها رعاتها، وقد وضعت في قصر الملك. كما أن الملك كارل الثاني عشر أقام في قصره مجموعة من الطباخين العثمانيين نظرا لإعجابه الشديد بالمائدة التركية.
تمثل إذن إقامة كارل الثاني عشر في الدولة العثمانية لمدة ست سنوات حدثا فريدا في التاريخ العثماني، كما تبرز لنا الوجه الآخر للحضارة العثمانية في فترة كانت لا تزال فيها تتسيد العالم وتفرض نفسها على الأوروبيين الذين لم يستطيعوا إخفاء إعجابهم بها، بل وسعى الكثير منهم إلى تقليدها ومحاكاتها كما رأينا في هذا المقال.
..
صفحة الرشيف العثماني 
رابط :  http://www.ottomanarchives.info/2015/05/10/%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%A6-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D9%82%D8%B5%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%AD%D9%8A%D9%86%D9%85%D8%A7-%D8%A7%D9%86%D8%A8%D9%87%D8%B1-%D9%85%D9%84%D9%83-%D8%A7%D9%84/#.VU-4cCt_cP4.twitter