(أدلة من القديم والحديث وإلى اليوم على زواج من بلغت الحيض)
ورغم أن إجاباتنا في هذه السلسلة لن تكون طويلة مثل الإجابة التي ستقرأونها الآن - إلا أننا فضلنا البدء بهذه الشبهة لانتشارها ولأنه يلعب عليها أيضا منكرو السنة البوابة الأكبر للإلحاد ولذلك سيكون جزء ثاني في وقت قادم خاص بالرد على شبهاتهم عن الأحاديث الصحيحة التي تثبت هذا الزواج.
إن مثل هذه الأسئلة والشبهات ناتجة عن تصورات خاطئة قياسًا على اختلافات زمانية ومكانية وخصوصًا بين الماضي والحاضر ، في حين أننا في الإسلام نعرف أن (الحُكم على الشيء : فرع عن تصوره) ، وهو ما يندرج تحت مغالطة العصرانية أو Presentism أو ما يُعرف في مجال اللسانيات والمصطلحات أيضًا بـ Etymological fallacy ، حيث تصب المعاني كلها في خطأ الأحكام المُسبقة وخطأ التحليل الناتج عن مُحاكمة أشياء ماضية بالوضع الحاضر أو المعاصر البعيد أو المختلف عنها.
فإذا أضفنا إلى ذلك حساسية العرب المسلمين اليوم مِن كل ما يُـثار لتشويه دينهم مِن الغرب – حتى لو كان عند الكفار أو الغربيين مثله ! – لعلمنا أن السؤال كله ناتج عن وضع الإسلام في خندق المتهم دومًا على الرغم مِن أن مثل هذا الاستنكار لمثل هذا الزواج المُبكر لم يظهر إلا مؤخرًا بعد 1400 عام مِن تاريخنا العظيم بل : ولم يستنكره كفار مكة أنفسهم زمن النبي ولا مِن البلاد الأخرى مِن حوله مِن روم أو أهل الكتاب مِن يهود ونصارى كما سنرى الآن !!
فإذا عدنا إلى السؤال الذي بين أيدينا نرى اعتماده في التأثير عاطفيًا على السامع أو القارئ الذي ينظر إلى ابنته أو أخته أو أي فتاة يعرفها مِن حوله في سن الست سنوات (هذا الكائن الرقيق الصغير الذي لم يبلغ بعد) ثم يبدأ في إسقاط التخيل لإمكانية أن يتزوج مِنها رجل بالغ في سن الثالثة والخمسين مثلا !! والصواب :
أن النبي أولا لم يدخل بأمنا عائشة ولم تنتقل مِن بيت أهلها إلى بيته إلا بعد ثلاث سنوات مِن زواجه بها – أي بعدما صارت في التاسعة – حيث تقول كما في صحيح مسلم :
" تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم لست سنين ، وبنى بي (أي دخل بها) وأنا بنت تسع سنين " .
وذلك لسبب واحد فقط ووجيه وهو انتظار بلوغها !! في حين أنه لم يكن لينتظر كل ذلك لو كان شخصًا مريضًا بالفعل بـ (البيدوفيليا) Pedophilia أو ما يُعرف بشهوة التحرش أو الاعتداء الجنسي بالأطفال Child sexual abuse وحاشاه !! أو لم يكن ليتزوج قبلها أمنا سودة بعد موت خديجة رضي الله عنهما وهي في عمر 65 عام – وهو نفس عمر خديجة حين موتها - !! والسؤال الآن هو : هل عند المُعترضين أي دليل على أن أمنا عائشة في ذلك الوقت لم تكن تصلح للزواج في سن التاسعة ، وخصوصًا في هذا الزمان وفي هذه البيئة الصحراوية والحارة والتي لم يكن عجيبًا فيها أبدًا – ولا عيبًا مُستنكرًا - أن تتزوج بناتها فور البلوغ أو بمجرد البلوغ وخاصة مع غياب ما يشغلهن مِن تعليم ونحوه كما نرى في عصرنا الراهن ؟
إذن يمكننا هدم هذه الشبهة في خطوتين ، الأولى إذا علمنا أن ذلك الأمر كان منتشرًا في الماضي وفي كل العالم وليس في بلاد العرب ولا الإسلام فقط بل وإلى وقت قريب بل وإلى وقتنا الراهن !! والخطوة الثانية هي التدليل على مفهوم البلوغ علميًا لمَن لا يعرف ووقت ظهوره عند الفتيات .
فإذا نظرنا إلى التاريخ ، نرى خطأ هذا التصور لتجريم مثل هذا الزواج مِن 1400 عام !! لأنه وإلى وقت قريب – وفي دول وأماكن كثيرة مِن العالم ومِنها أوروبا وأمريكا أنفسهم – كانت مثل هذه الزيجات المُبكرة مُتعارفٌ عليها بل ومُثبتة في حق أميرات ومِن ملوك معروفين كذلك ! بل وحتى في القصص الشهير (كقصة روميو Romeo وجولييت Juliet) لشكسبير في القرن السادس عشر الميلادي والتي عُمر جولييت فيها 13 عامًا !!
#1 فإذا عدنا قليلا إلى الوراء وإلى القرن الثاني عشر الميلادي ومِن قلب أوروبا نفسها وتحديدًا في عام 1184م ، نقرأ عن زواج الإمبراطور البيزنطي (إسحق أنجيلوس الثاني) Issac Angelos II مِن إمبراطورة المجر (مارجريت المجر : ماريا) Margaret of Hungary : Maria المولودة في 1175م وهي في سن 9 سنوات !!
#2 فإذا تركنا أوروبا وتوجهنا إلى منطقة أقرب إلى أرض العرب ومِن نفس القرن الثاني عشر نجد الأميرة (ثيودورا كومني) Theodora Komnene والتي وُلدت في عام 1145م ، وقد تزوجت مِن الملك (بلدوين الثالث) Baldwin III حاكم القدس في سن 13 عام !!
#3 وفي 14 سبتمبر 1169م نجد زواجًا شهيرًا كذلك في الإمبراطورية البيزنطية مِن الملك (ألكسيس الثاني)Alexius II مِن إحدى رعاياه وهي (أجنيس) Agnes وهي في سن 9 سنوات ، وكان زواجًا رسميًا وطبيعيًا !!
#4 ولا ننسى أنه عند اليهود والنصارى أنفسهم نجد مريم عليها السلام – وكما في كتبهم – ترتبط في سن 12 عام بيوسف النجار وهو في سن الـ 90 !! ثم تلد المسيح عليه السلام وهي في سن 13 عام !!
#5 فإذا وجهنا بوصلة التاريخ إلى جزيرة العرب نفسها ، فإننا نقرأ في موسوعة قصة الحضارة لـ ويل ديورانت (الجزء 13– ص 13- الهيئة المصرية العامة للكتاب - وعلى الإنترنت صفحة 4443 من الرابط التالي :
" وكانت حياة المرأة العربية قبل أيام النبي تنتقل مِن حب الرجل لها حبًا يقترب مِن العبادة إلى الكدح طوال ما بقي مِن حياتها ، ولم تتغير هذه الحياة فيما بعد إلا قليلًا. وكان في وسع أبيها أن يئدها حين مولدها إذا رغب في هذا ، فإن لم يفعل فلا أقل مِن أن يحزن لمولدها ، ويواري وجهه خجلًا مِن الناس ، لأنه يحس لسبب ما أن جهوده قد ذهبت أدراج الرياح ، وكانت طفولتها الجذابة تستحوذ على قلبه بضع سنين ، ولكنها حين تبلغ السنة السابعة أو الثامنة مِن عمرها كانت تُزوج لأي شاب مِن شبان القبيلة يرضى والده أن يؤدي للعروس ثمنها (يريد مهرها) " !!
#6 ويقول الإمام الشافعي رحمه الله - وهو مِن أعلام القرن الثاني الهجري كما هو معروف - :
" رأيت باليمن بنات تسع يحضن كثيرًا " !!!.. سير أعلام النبلاء 10/91 ، ومعلوم أن الجو في اليمن أشد حرارة مِن نجد والسعودية .
وقال أيضًا رحمه الله :
" رأيت بصنعاء جدة : ابنة إحدى وعشرين سنة حاضت (أي تلك الجَدة وهي) بنت تسع !! وولدت : ابنت عشر (أي وهي في سن العاشرة) !! وحاضت البنت : ابنة تسع !! وولدت : ابنة عشر " !! سنن البيهقي الكبرى 1/139 .
ونحن نعلم أن الغالب فيمَن تحيض مبكرًا في سن التاسعة وتتزوج : هو أنها تلد في سن الحادية عشر والثانية عشر مِن عمرها .
وقليل هي مَن تلد في التاسعة نفسها أو العاشرة حيث تكون قد بلغت سن الحيض في السابعة أو الثامنة مِن عمرها ، أو تلد قبل ذلك في حالات نادرة الحدوث وكما في رابط الويكيبديا التالي عن قائمة بأصغر الأمهات الموثقة ولادة في العالم List of youngest birth mothers والتي تبدأ مِن سن 5 سنوات و 7 أشهر في بيرو 14 مايو عام 1939م واسمها Lina Medina :
وروى البيهقي (1588) عن الإمام الشافعي أيضًا رحمه الله قوله :
" أعجل مَن سمعت به من النساء يحضن : نساءٌ بتهامة : يحضن لتسع سنين " !!
ويروي لنا ابن الجوزي رحمه الله قصة مشابهة لذلك عن ابن عقيل وابن عباد بن عباد المهلبي قال :
" أدركت فينا – يعني قومه المهالبة – امرأة صارت جدة : وهي بنت ثمان عشر سنة !! ولدت (أي تلك الجدة) لتسع سنين ابنة !! فولدت ابنتها : لتسع سنين ابنة !! فصارت هي جدة : وهي ابنة ثمان عشر سنة " !! تحقيق في أحاديث الخلافة 2/267 ..
وعلى ذلك ندرك (وبيقين) أن الأمر لم يكن مُستهجنا أبدًا في الماضي البعيد أن يعقد الرجل أو يخطب لابنته الصغيرة – حتى قبل أن تبلغ – رجلا كفؤًا مُناسبًا ، حتى إذا بلغت تزوجها ، حيث لم يكن يشغل الفتيات في الماضي ما يشغل الفتيات اليوم مِن تعليم ونحوه ، وإنما كانت تتشرب سريعًا حياتها الزوجية مِن محيطها ونصائح أقاربها وأمها ورحمها وأترابها . ومِن هنا يفيدنا جدًا أن نعلم أن أمنا عائشة وقبل أن يتزوجها النبي في سن 6 سنوات كانت مخطوبة بالفعل مِن قبله إلى جبير بن مطعم بن عدي !!
إذن : المسألة كانت تؤول طبيعيا في الماضي إلى ولي الأمر لاختيار الصالح لابنته في تزويجها أو خطبتها لأحد الأكفاء او الصالحين أو الأفاضل ولو مِن بعد ولادتها !! وهذا لم يكن خيالا أو ضربًا مِن الجنون بل سأحيلكم الآن إلى ما يقابله في العصر الحديث واليوم ! حيث يتم التفريق في دول العالم الغربي نفسه بين أن يكون الزواج بموافقة الأهل أو بغير موافقة الأهل .
#7 ففي كندا ومنذ قرن واحد فقط كان أقل سن للزواج بموافقة الأهل هو 11 عام !!
#8 وفي مصر وإلى قرن مضى كانت الفتيات يتزوجن في سن 11 و 12 عام ! والصبيان في سن 14 و 15 عام !! وكما يؤكده المسيو (دي شابرول) Chabrol de Voivic وهو كاثوليكي الديانة بعد زيارته لمصر في القرن السابع عشر حيث يقول وكما في الجزء الأول من كتاب (وصف مصر صـ 30) :
" لاينبغي أن ندهش لمثل هذه الزيجات التى تتم قبل الأوآن فى منطقة كهذه : يعمل فيها الطقس على سرعة نمو الجسم : كما يعمل على إثارة الشهوات منذ سن مبكرة " !! ولذلك فقبائل آسيوية وأفريقية وأمريكية كثيرة إلى اليوم لا زالت زيجاتها مبكرة جدًا ، وفي زمن النبي كان الشاب الصغير الذي لم يتخط 17 أو 18 مِن العمر يمكن أن يقود جيشا أو يُشارك في الحرب ، ومثله في كل مكان في العالم !!
وفي أسبانيا وحتى عام 1995م كان السن هو 12 عام !! وقد تم رفعه مِن بعدها إلى 13 عام !!
#9 وأما في أمريكا نفسها قبلة التقدم والتمدن في نظر الكثيرين اليوم والمناداة بحقوق المرأة والإناث إلخ ، فنقرأ في موضوع عن تاريخ الزواج في العالم الغربي : كيف أنه وإلى القرن الـ 19 (أي مِن 1800م إلى 1900م) كان أقل سن مسموح به لممارسة الجنس كان 10 سنوات فقط في معظم الولايات الأمريكية !! بل وفي بلدة مثل Delaware كان أقل سن لممارسة الجنس هو 7 سنوات فقط !! وفي بعض المراجع الأخرى أن ذلك السن استمر في تلك البلدة إلى 1973م !! وإليكم النص الأصلي مِن الفقرة العاشرة :
Throughout most of the 19th century, the minimum age of consent for sexual intercourse in most American states was 10 years. In Delaware it was only 7 years.
المصدر :
The History of Marriage as an Institution .by Larry R. Peterson, Ph.D. © 1997, Larry R. Peterson
الرابط :
#10 وأما اليوم : ففي ولاية (ماسوشيتس) أقل سن لزواج الأنثى بموافقة الأهل هو 12 عام !! وأما في ولاية (نيو هامبشير) كمثال فأقل سن هو 13 عام !! وأما في ولاية (ألاباما) و (تكساس) 14 عام !! وهكذا .. والصورة التالية مِن موضوع The Crazy-Quilt of Our Age of Consent Laws لكاتبه الدكتور Jonathan Dolhenty توضح ذلك :
فإذا تهاوت هذه الشبهة مِن ناحية التاريخ وأن النبي صلى الله علـيه وسلم لم يفعل شيئا مُستهجنا ، وأن أهل أمنا عائشة كانوا أدرى بها عند تزويجها بالنبي ودخوله عليها أو وطئه لها حين بلوغها ، فإنه لا يجوز بعد ذلك لأي أحد حصر صورتها الجسدية في شكل البنت الضعيفة الصغيرة قصيرة القامة المجبورة على زواج لا تريده كما يحلو تصويرها قلم الرسامين والمُغرضين ليتلاعبوا بعواطف القراء أو المشاهدين !!
وخصوصًا إذا عرفنا أن الإسلام كان الدين الوحيد الذي أقر للأنثى أو المرأة أن تقر خطبتها أو زواجها أو تفسخهما حين بلوغها وعدم رضاها باختيار والدها ، وأنه لها أن تلجأ إلى القاضي أو ولي الأمر في ذلك ، فعن أمنا عائشة نفسها رضي الله عنها أنها :
" سألته صلى الله عليه وسلم عن الجارية (أي الفتاة الصغيرة) ينكحها أهلها : أتـُستأمر أم لا ؟!! فقال : نعم تـُستأمر !! قالت : فإنها تستحي !! فقال : فذاك إذنها : إذا هي سكتت " !! رواه البخاري ومسلم ، وفي الحديث أيضًا :
" أن جارية بكرًا (وهي الفتاة البكر الصغيرة كما تقدم) أتت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت له أن أباها زوجها وهي كارهة !! فخيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم " !! رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة وصححه الألباني ، وفي حديث آخر :
" أن رجلا زوج ابنة له وهي كارهة ، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : إن أبي زوجني رجلا وأنا كارهة ، وقد خطبني ابن عم لي (أي وكأنها تختاره على مَن اختاره لها أبوها) ، فقال (أي النبي وقد فهم مغزاها وحياءها) : لا نكاح له (أي ذاك الذي أكرهك أبوك عليه) انكحي مَن شئت " !! رواه النسائي في سننه الكبرى ، ولا يتوقف الأمر على الفتاة البكر فقط ، بل والثيب التي سبق لها الزواج أيضًا ، فعن خنساء بنت خذام قالت :
" أن أباها زوجها وهي ثيب فكرهت ذلك ، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم : فرد نكاحها " رواه البخاري وغيره !! فهذا هو الإسلام العظيم الذي جاء برفعة مكانة المرأة وجعل لها مِن نفسها أمرًا ورأيًا في حين كانت كالمتاع لا رأي لها في أغلب أمم الأرض وإلى وقت قريب في القرنين الماضيين في أوروبا وأمريكا !!
أيضًا يلفت نظرنا الإسلام كدين وحيد لم يُـقر وطء الأنثى بمجرد البلوغ فقط ، وإنما قرنه بالاستطاعة الجسدية للأنثى ، أي أنه حتى إذا بلغت الأنثى ولكنها كانت ذات جسد ضعيف لا يقوى على الوطء والاستمتاع بها كزوجة ، فإنه لا يحق لأبيها أو غيره تزويجها !! وقد نقل ابن حجر العسقلاني رحمه الله في كتابه فتح الباري شرح صحيح البخاري - كتاب النكاح - باب تزويج الصغار مِن الكبار - قول ابن بطال رحمه الله :
" يجوز تزويج الصغيرة بالكبير إجماعًا (أي عقد خطبتها عليه أو عقد زواجه منها) ولو كانت في المهد (أي الوعد بزواجها مِنه حسب المصلحة التي يراها ولي أمرها في ذلك كما وضحناه) ولكن لا يُمكّن منها حتى تصلح للوطء " .
وكل ذلك يعكس لنا تفرد شرع الله عز وجل في وضع الحدود اللازمة في هذه المسألة التي كانت منتشرة بين الشعوب في الماضي ، وأنه بريء مِن أية ممارسات تخالف ذلك باسم الإسلام – كأن يتم تزويج الصغيرة على وجه التجارة بها أو التكسب أو البيع أو الإضرار بها أو حتى بغير رضاها حين البلوغ أو تمكين وطئها وهي لا تتحمله إلخ - .
وعلى هذا تتبقى لنا شبهة الإمكانية الجنسية علميًا فنسأل : هل بنت 9 سنوات يمكن أن تكون بالغة جنسيًا أي لها قدرة على الجماع ؟
ونقرأ الإجابة عن ذلك في موقع طبي متخصص عن أقل فترة بلوغ (أو البلوغ المبكر) Puberty عند الفتيات والأولاد على الرابط التالي :
Precocious puberty refers to the appearance of physical and hormonal signs of pubertal development at an earlier age than is considered normal. For many years, puberty was considered precocious in girls younger than 8 years; however, recent studies indicate that signs of early puberty (breasts and pubic hair) are often present in girls (particularly black girls) aged 6-8 years. For boys, onset of puberty before age 9 years is considered precocious.
والمعنى بعد الترجمة :
البلوغ المبكر : يُشير إلى ظهور العلامات الجسدية والهرمونية في موعد يسبق وقت الظهور المعتاد ، ولسنوات عديدة كان البلوغ المبكر يرتبط
بالفتيات الأقل مِن 8 سنوات !! في حين ترى دراسة جديدة أن تحديده بسن 7 سنوات هو أدق في الفتيات ذوات البشرة البيضاء !! وبسن 6 سنوات
في الفتيات ذوات البشرة السوداء !! أما بالنسبة للأولاد ، فأي بلوغ قبل 9 سنوات يُعتبر بلوغ مبكر...
وبمحاولة تطبيق مواصفات (التعدي الجنسي على الأطفال) في حال زواج النبي بأمنا عائشة رضي الله عنها ، ندرك أن مجرد بلوغها في هذا السن وفي تلك البيئة المتعارف لها الزواج فيها ومعناه يهدم ذلك التصور والتخيل في حالتنا تلك !! بل ولم نقرأ لها حديثا واحدًا تشتكي فيه مِن زواجها مِنه ولا بعد موته ولا نقله عنها حتى أحد الكفار أو المستشرقين !!
بل كانت هي أحب زوجاته إليه ، وكان هو مِن أحنى وأشفق الأزواج وألطفهم عليها كما تنضح بذلك الأحاديث الكثيرة التي روتها بنفسها عنه وتبين مدى حبها له رضي الله عنها ، ولا يقدح في ذلك الزواج المُبكر الأحاديث التي تروي لعب أمنا عائشة بالأرجوحة أو بألعاب الفتيات ونحوه ، لأنه – وإلى اليوم وفي كل زمان – ونحن نرى الفتيات الكبيرات بل والشابات أيضًا وهن يستمتعن بنفس هذه الألعاب !! ولزيارة واحدة إلى أقرب متنزه أو حديقة عامة تشهد على ذلك ، حيث تعتبره الأنثى نوعًا مِن التدليل والحنين إلى الماضي للترفيه والترويح عن النفس ، وكذلك كان مِن عادة الفتيات في ذلك الزمان – وخصوصًا المتزوجات مُبكرًا – أن يلعبن بالعرائس ونحوه تدريبًا على تقلد دور الأمومة في الحياة التي لم تكن تعرف الأنثى فيها دورًا أسريًا غيره في هذا السن الصغير.
وبذلك نكون قد أجبنا على السؤال وأسقطنا الشبهة ، ولكن يتبقى لنا جزءًا أخيرًا يتعلق بولادة هذه الشبهة في العصر الحديث – والحقيقة منذ سنوات فقط قريبة لانتشاره في كل ربوع العالم بغير نكير كما رأينا – ومحاولة أصحابه تدعيم استنكارهم لوقوعه بالتشكيك في نصوص ومعاني القرآن والأحاديث والتلاعب والخداع والتدليس على العامة تحت ذريعة دفع هذه الشبهة عن الإسلام !!