السبت، 31 ديسمبر 2016

قضية المورسكية خيرونيما لاثاليمونا

قطعت لسانها لتفتدي عائلتها ودينها ....
البطل هنا امرأة وليست رجل كالعادة ...........
قضية المورسكية خيرونيما لاثاليمونا....................
مثال من عظمة الثبات على الحق وحب الإسلام ................
 ظنت محكمة التفتيش الأسبانية أن قوانينها الصارمة و متابعتها اللصيقة للمورسكيين و التنكيل بهم ستحيل المسلمين إلى نصارى و الموحدين إلى مثلثين, فدفعها هذا الظن إلى ارتكاب الحماقة تلو الحماقة و الجريمة تلو الجريمة, متوجة هذه السلسلة من الانتهاكات بإصدار ملك إسبانيا فليبي الثالث لقرار الطرد سنة 1609م بعد أن أعياها إصرار المورسكيين على التشبث بالإسلام و الحفاظ على أوجه عديدة من مناسكه, من بينها دفن الموتى المورسكيين وفق الطريقة المورسكية المخالفة لعادة النصارى في دفن موتاهم.
 في سرقسطة, ضربت محكمة التفتيش هناك بيد من حديد كل المورسكيين الذين غسلوا و دفنوا موتاهم وفق الطريقة "المسلمة", ضاربين بذلك عرض الحائط تعليمات الكنيسة الكاثوليكية و التقاليد النصرانية. من بين هؤلاء المورسكيين الذي دفعوا ثمن مخالفة أمر محكمة التفتيش في مسألة الدفن نجد المورسكية خيرونيما لا ثاليمونا Geronima La Zalemona.
سنة 1604م, توفي في بلدة تورياس Torrellass, المعروفة بتشبثها بالإسلام, ابن خيرونيما و غبرييل دياز. مباشرة بعد سماعهم الخبر, سارع أصدقاء العائلة من المورسكيين إلى الحضور و الالتفاف حول جثمان الصغير و قاموا بطقوس أجدادهم المسلمين, حيث كفنوه على طريقة الموروس, لافين إياه في 3 أثواب و وضعوا الطيب و تحته ورق مورسكي. عند وصول المرأة النصرانية المكلفة بتكفين الموتى على الطريقة الكاثوليكية, قامت خيرونيما والدة الطفل المتوفى بمنعها من الاقتراب من ابنها و أكملت تكفين ابنها وفق الطريقة الإسلامية. في الليالي الموالية, استمر المورسكيون في الاجتماع للصلاة و الدعاء للطفل بالرحمة : "ليلتان بعد وفاة الطفل عاد المورسكيون رفقة المتهمة و الأب إلى الغرفة التي مات فيها الراحل حيث أقاموا الصلاة و تلوا سورا للمسلمين على روح المتوفى, واضعين أرجلهم فوق الجلد".
 كان حكم محققي محكمة التفتيش قاسيا للغاية في حق خيرونيما التي وقفت سدا منيعا أمام إقامة شعيرة كاثوليكية و أبت إلا أن ترسل ابنها إلى قبره حنيفا مسلما. هكذا اعتقلت خيرونيما و لما خافت أن تضعف أثناء التعذيب و تشي بعائلتها, وخاصة زوجها, قامت بقطع لسانها حتى تكون متأكدة من عدم الكلام و بالتالي الوشاية.
هكذا تيقن القضاة أن خيرونيما مذنبة فقاموا بإحراقها يوم التاسع عشر من أكتوبر 1606م.
.
.
كتبه : محمد الفاتح .
المصدر : كتاب الباحثة دجان فيدال "عندما كان يُحرق المورسكيون".
 المادة العلمية : صالح إبراهيم عوض .

الحروب الصليبية

سأل جندي صليبي القسيس :
مع من سيكون الرب يسوع ونحن نقتل مسيحيين مثلنا ؟!!
قا له القس : سيكون مع الأقوى يا بني !!
قال الجندي : أليس من الأولى أن يكون مع صاحب الحق ؟!
قال القس : 
نصرة الصليب تحتاج للقوة وليس للحق !!!
ولابد من تخليص قبر الرب من يد الكفار (يقصد المسلمين) !!!
فهرب الجندي من الميدان ولم يراه أحد بعدها في ميدان القتال .
كان هذا الحوار بسبب :
الإعتداء على النصارى غير الكاثوليك و منها :
- قتل 4000 مجرى أرثوزكسى أثناء الحملة الصليبية الأولى
- حرق بلجراد أثناء الحملة الصليبية الاولى ( لم يحدث هذا طبعا مع الكاثوليك ) .
- اقتحام القسطنطينية و اغتصاب الراهبات الأرثوزكس داخل الكنائس أثناء فترة البابا إنوسنت الثالث .
.
.
محمد الفاتح .
المرجع :
 الموسوعة الكاثوليكية عن الحروب الصليبية .

الاثنين، 20 يونيو 2016

عملاق الدين ابن خير الدين الهندي .

اسمه عملاق الدين .
من مسلمي الهند .
أتى لمصر لدخول الأزهر لدراسة العلم الشرعي .
ذهب لمقر تقديم الطلبات .
وكالعادة بعض التعقيدات والأوراق المطلوبة والأختام وخلافه .
خرج من المقر إلى الخارج واراد أن يرتاح قليلا على النجيلة الخارجية لمبنى تقديم الطلبات .
فجلس في منطقة ظل وكان الهواء منعشا فوضع حقيبته تحت رأسه ومال على الأرض واستغرق في التفكير في مستقبله وأحلامه التي يريد تحقيقها بداية من الحصول على الشهادة العلمية إلى أحلامه العامة للأمة الإسلامية كلها .
كان عملاق الدين شابا مفعما بالحيوية ، قوي البنيان ، رياضي ، يتابع الأخبار العلمية ، وعنده فكرة عن اشياء علمية كثيرة ويكاد يكون مشروع عالم مسلم له مستقبل واعد
مر نسيم خفيف على وجه عملاق وهو مستلقي على العشب الأخضر فداعبه النوم ثم غرق في نوم عميق .
ثم رأى نفسه كأنه ينهض من سريره ونظر حوله متعجبا من روعة وجمال المكان الذي وجد نفسه فيه .
سرير ملكي وغرفة سقفها عال جدا وشباببيك وأبواب فخمة الصنع ومزركشة بألوان جميلة وفراش السرير من أفخر وألين أنواع الفراش حتى ظن عملاق الدين أنه دخل الجنة أو شيء يشبهها .
ثم بعد لحظات طرق احدهم الباب .
فقال عملاق الدين : من بالباب ؟
قال الطارق : أنا حكيم الدين يا سيدي ...
فقال عملاق في نفسه : ومن حكيم الدين هذا واين أنا وماذا يحدث ؟
ثم انتبه وقال : تفضل بالدخول .
فدخل رجل طويل القامة وعليه لباس متواضع لكنه جديد ونظيف ، ولحيته بيضاء كأن النور يشع من وجهه ولحيته .
تبسم السيد حكيم الدين في وجه عملاق الدين وقال : الفطور جاهز يا سيدي .
فقال له عملاق وكأنه تربية قصور وابناء الملوك والعظماء : أين الفطور ؟
قال حكيم : في حديقة القصر يا سيدي في مكانك المعتاد .
فقال له عملاق : تفضل انت وسألحق بك .
قال حكيم : أنا في انتظارك على الباب يا سيدي .
فجهز عملاق الدين نفسه ودخل الحمام ونفض الغبار عن نفسه وكأنه كان قادما من سفر طويل ثم استلقى نائما مباشرة دون أن يأخذ حمام الماء .
ثم فتح الباب وخرج فوجد بهوا عظيما وحرسا وخدما في كل ركن من البهو ووجد السيد حكيم ينتظره على باب الغرفة ومشىيا معا في اتجاه حديقة القصر .
فجلس عملاق على مائدة الفطور وبقي حكيم واقفا فقال له عملاق : لم لم تجلس معي للفطور ؟
فقال حكيم : العفو يا مولانا ، هذا لا يصح ...
فتعجب عملاق وقال له : بل أجلس بجواري وتناول معي الفطور .. فتردد حكيم إلى أن نظر له عملاق فجلس حكيم بجوار عملاق وتناولا الفطور معا .
ثم قال عملاق الدين لحكيم الدين :
سيد حكيم ..
قال : لبيك سيدي الملك .
قال عملاق وقد صدمته كلمة سيدي الملك : اعتبرني فاقد الذاكرة لبعض الوقت وقل لي من أنا وكيف أتيت هنا ومن عائلتي وفي أي البلاد أنا ؟
قال حكيم : أنت ..........................
وتتصاعد الأحداث فانتظرونا ...
.
يتبع .....
.
.
.
تأليف محمد الفاتح .
#عملاق_الدين_1

الثلاثاء، 26 أبريل 2016

خاض المعركة وهو ميت وبلغ هدفه وهو ميت محمولا على الأعناق ...... .


يا وجع قلبي على الأحفاد !!.
ألم يذكروا أن جيشهم براياته الخفاقة عندما انطلق إلى فتح القسطنطينية أيام معاوية بقيادة يزيد ، قد رسم صورة للبطولة تقرب من الخيال ؟ .
سار جيش الإسلام لفتح القسطنطينية ، فتقدم فارس إلى يزيد فقال :
يا يزيد أدرك ابا أيوب الأنصاري ، فإنه وجد معنا وهو مكب على قربوس فرسه من الحمى... والقربوس هو سرج الفرس .
فعطف يزيد عنق جواده ، وعاد القهقري في مسيرة جيشه اللجب حتى بلغ أبا أيوب ، فدهش لوجوده فقال له في عجب أخاذ :
وما الذي أقدمك - أبا أيوب - وقد خلفتك مريضا في أهلك ؟!! .
واليوم لو كان أحدنا مريضا مرضا خفيفا ، ربما ترك الصلاة في المسجد وإن كان المسجد أسفل بيته .
فرفع أبو ايوب راسه من الضنى وقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يدفن رجل صالح تحت سور القسطنطينة ، فأحببت أن أكون أنا ذلك الدفين تحت سور مدينة الروم .
ولاحظ يرحمك الله أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر هذه البشرى وهو في غزوة الخندق وكان المسلمون في كرب ما بعده كرب .
أبو ايوب الذي ليس في بدنه قيد أصبع إلا وفيه طعنة أو جرح وقد بلغ من السن عتيا ، يسير غازيا في الجيش وهو في أنفاسه الأخيرة ! .. وأثر هذا المنظر في نفس يزيد ، وكيف لا يؤثر وهذه الكلمات التي انطلقت يضيء مع نورها الليل ، فأقسم يزيد ليبلغن أبا أيوب مناه ، فامر الجيش أن يستحث السير بلا توقف حتى يدرك اسوار القسطنطينية قبل أن يدرك الموت أبا أيوب ، ولكن الموت سبق ، فأمر يزيد بتكفين أبي أيوب ووضعه في تابوت خشب وبيت في نفسه أمرا .
ولما بلغ جند الإسلام أسوار القسطنطينية قال يزيد للأبطال : احملوا أبا أيوب في نعشه على عواتقكم ودعوه يدخل المعركة معكم .
وبدأ القتال وكان في رعيل الأبطال أبو أيوب الأنصاري محمولا على الأكتاف ، يدور مع حامليه يمنة ويسرة ، وحاملوه إذا سقط أحدهم ، هب الآخر إلى حمله فترفرف روحه فوق نعشه لتحقيق أمنيتها وبشارة سيد الخلق صلى الله عليه وسلم .
كان قيصر الروم قد علا أسواره فدهش لما يشاهد ، دهش للتابوت الذي يتقدم ، ودهش لمقاومة المسلمين البطولية فأدرك أن المسلمين على الرغم من المشقات في طي المسافات قد ظهروا مجالدين ببطولة خارقة ، فطلب وقف القتال والمقابلة للتهادن ، فأرسل يزيد وفدا ، فلما وصل الوفد ابتدرهم قيصر الروم : ما هذا الذي كنت أراه محمولا على عواتق جنودكم المقاتلين يدور حيثما داروا ؟ !!! .
فقال أحد الموفدين : هذا أبو أيوب الأنصاري صاحب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، نذر أن يدفن تحت أسوار بلدك ، وأدركه الموت قبيل وصولنا إلى هذه الأسوار ، فأمر قائدنا يزيد أن يخوض أبو ايوب معنا المعركة وهو ميت ، فهذا الذي تعاينه من أعالي أسوارك وكنت تراه ...
فبادر قيصر إلى إكرام الوفد وحلف أمامهم بصوت جاهر: وحق المسيح لأكرمن قائدكم هذا العظيم أبا أيوب الأنصاري ولأقيمن له مقاما مشهورا ولأسرجن له ما دام الفتيل والزيت في الوجود وبر قيصر بنذره .
وتتوالى العصور وتتوارد ، وأبو أيوب الأنصاري بمكانه من التخليد والتمجيد رابض كالأسد أمام اسوار القسطنطينية .
هذه الصفحات المطوية من تاريخ أمتنا في ملحمتها الخالدة ، يجب أن تنظم قصائد فتتغنى بها الأجيال خلود الزمن .
.
كتبه : محمد الفاتح .
.
.
المرجع : مقدمة كتاب نهاوند فتح الفتوح - تأليف : دكتور شوقي خليل .

الاثنين، 25 أبريل 2016

يوم ابادت فيه افغانستان 20 ألف جندي بريطاني في عز مجد بريطانيا

يوم ابادت فيه افغانستان 20 ألف جندي بريطاني في عز مجد بريطانيا ولم ينج منه إلا طبيب واحد ليخبر قادته بخيبة الجيش الإمبراطوري علاوة على قتل الملك الموالي للإنجليز.
.
في الصورة جندي بريطاني اسمه بريدون كان يعمل مساعد جراح في جيش بريطانيا اثناء غزو أفغانستان فأبادت أفغانستان الــ 20 ألف جندي إلا الجندي الموجود في الصورة .
والصورة رسمتها الرسامة الإنجليزية "  إليزابيث تومبسون
(سيدة بتلر) " وهي رسامة متخصصة في صورة المعارك الحربية .
ترتبط أفغانستان بتاريخ الأمة الإسلامية ارتباطا وثيقا ولها دور إيجابي دائما في رفع الدعوة الإسلامية ونشرها .
وقد قدمت اعلاما من علماء الفكر الإسلاميين مع بلاد ما وراء النهر منهم : ابو حنيفة النعمان والإمام أحمد ابن حنبل والإمام البخاري والترمذي وابن قتيبة والرازي والغزالي ، ومن الفلاسفة نتفق مع بعضهم ونختلف مع بعضهم وهم : ابن سينا والفارابي والبيروني وجابر بن حيان والجرجاني ومن علماء الآداب واللغة الزمخشري والسكاكي والتفتازاني والجامي ، ومن علماء الكلام النسفي والقندهاري .
واستطاعت أفغانستان أن تؤكد طابعها الاسلامي العميق في جهادها ضد القوى الروسية والانجليزية .
فقد طمعت كل من روسيا والانجليز في الاستيلاء على الصين عن طريق الممر الأفغاني المؤدي إلى التركستان الشرقية .
حاولت انجلترا كعادتها التودد إلى الأمير محمد دوست حاكم افغانستان لتفرض عليه معاهدة حماية شبيهة بالحماية البريطانية التي كانت مفروضة على مصر فلم تجد لدى محمد دوست فائدة .
فقررت انجلتر اقتحام أفغانستان سنة 1255 هجرية / 1839م ، بحجة مناصرة شجاع الملك في منافسته لأمير الأفغان دوست محمد .
ولا زال الأنجليز والغرب يطبق هذه الطريقة حتى اليوم في البلاد الضعيفة الإسلامية فما أن يكون على راس حكم أي بلد إسلامي حاكم يخالف اوامرها إلا وانقلبت عليه بحاكم آخر يظهر لهم السمع والطاعة .
وقد أعان الأنجليز في تلك المهمة الفرس بتحريض من الروس وأعوانهم وتمكنت القوات الإنجليزية المحتلة بعد سلسلة من الهزائم أمام الأفغانيين من إحتلال كابل وإجلاس ربيبهم شجاع الملك على عرشها .
فقام الأفغانيون قومة رجل واحد ولم يكتفوا بإخراج الدخلاء وصنيعهم من العاصمة فحسب بل تمكنوا من إبادة جيش بريطاني بأكمله عند خورد كابل وكان قوامه 20 ألف من الجند المجهز بأحدث الأسلحة في حينه .
فلم ينج من رجاله جميعا إلا رجل طبيب شاب يدعى بريدون .. استطاع أن يصل جلال آباد ، فأخبر بالكارثة التي نزلت بجيش الإمبراطورية التي لم تكن تغرب الشمس عن أملاكها .
وعاد الإحتلال البريطاني إلى بلاد الأفغان من جديد طلبا للثأر فنزلت به عدة هزائم أخرى وقتل الأفغانيون ربيبهم شجاع الملك ، فلم ير الانجليز بدا من مصالحة دويت محمد والاعتراف به أميرا على الأفغان سنة 1258 هجرية / 1842م .
من تلك التجرية الأفغانية نخلص ان اي حاكم على بلد إسلامي ترى الغرب الصليبي والصهاينة راضون عنه ويتحالفون معه إلا وتأكدنا أن هذا الحاكم خائن لدينه ووطنه قولا واحدا .
فإن هؤلاء لا يقبلون أن يكون على رأس اي دولة إسلامية حاكم يقول قال الله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أويبني مساجد ودور تحفيظ قرآن ويوالي العلماء ويحترمهم .
ولن يقبل الغرب أن يكون هناك حاكم يعادي الكيان الصهيوني .
ولن يقبل الغرب حاكم على دولة إسلامية يفكر يوما في إنتاج سلاحه او دوائه أو طعامه .
ولن يقبل الغرب يوما حاكم يفكر في الوحدة الإسلامية أو مناصرة قضية إسلامية .
ولن يقبل الغرب الصليبي حاكم دولة إسلامية يفكر في الإكتفاء الذاتي لإحتياجات شعبه .
ولن يقبل الغرب حاكم يتحدث عن كلمة الجهاد أو تحرير الأقصى أو مساندة سوريا والصومال والشيشان وكشمير وبورما واليمن والعراق .
بل لن يقبل الغرب إلا بحاكم يركع أمامهم حتى يلمس لسانه مقدمة حذاء الغرب الصليبي .
وغير ذلك فسيكون التآمر عليه كما حدث في أفغانستان كما أسلفنا ....
.
كتبه : محمد الفاتح .
.
المرجع : تاريخ المسلمين في شبه القارة الهندية - الساداتي .
كتاب حاضر العالم الإسلامي - ج 4 صفحة 199 .
كتاب حاضر العالم الإسلامي وقضاياه المعاصرة .

أبو عبيدة بن الجراح

تم فتح الشام وفلسطين والأردن كلها على يده ويد أعوانه من القادة العظماء ، أمثال خالد ابن الوليد ، وخالد بن سعيد ، وعمرو بن العاص ، ويزيد بن أبي سفيان ، ومعاوية ، وحبيب بن مسلمة الفهري رضي الله عنهم جميعا .
وقد عاش ما عاش لدينه وعقيدته ، ولم ينل شيئا من الدنيا ، حتى إن عمر رضي الله عنه حين قدم إلى الشام واستقبله أبو عبيدة قال له عمر : " اذهب بنا إلى بيتك " ولعله كان يريد استطلاع ما ادخره ابو عبيدة ، وهل يعيش عيشة ترف ونعيم ، فقال له أبو عبيدة :
وما تصنع عندي ؟ ما تريد إلا أن تعصر عينيك علي !!! .
ثم دخل منزله فلم ير شيئا ، فقال :
أين متاعك وأنت أمير ؟
ثم سأله : أعندك طعام ؟
فقام أبو عبيدة إلى جونة فأخرج منه كسيرات ، فبكى عمر رضي الله عنه وقال :
غيرتنا الدنيا كلنا يا ابا عبيدة .
حتى لقد كان أبو عبيدة عظيما في موته ، فقد أصيب في الشام بطاعون في سنة 18 هجرية سمي طاعون عمواس ، وانتشر في البلاد ، وكان أبو عبيدة قائد الجند ، ومات من جنده الكثير ، فاستدعاه عمر أن يذهب إلى المدينة ، خوفا من عمر أن يصيب أبا عبيدة ما اصاب الجند من الطاعون ، فأبى أبو عبيدة وكتب إليه :
إني في جند من المسلمين ، لن أرغب بنفسي عنهم ، فإذا أتاك كتابي هذا ، فحللني من عزمتك ، وائذن لي في الجلوس .
وبقى في الجند يتعذب عذابهم ، ويتحمل العناء معهم ، حتى أصابه الطاعون فمات عظيما كما عاش عظيما رضي الله عنه .
.
عاش هؤلاء في قلة من متاع الدنيا رغم أن الدنيا كانت تعطيهم الكثير وكان بيته رضي الله عنه فارغا حتى من بعض الطعام الطيب حتى أن حاله أبكى الفاروق رضي الله عنهما .
ولهذا انتصر هؤلاء وتركوا لنا دولة إسلامية مترامية الأطراف .
فماذا إن دخلنا اليوم بيت رئيس مسلم أو عربي وشاهدنا ما في بيته من رغد العيش وإقبال الدنيا والأموال التي يملكوها والأطيان والضياع .
وماذا إن دخلنا بيت أحد قادة جيوشنا وشاهدنا ما فيه من بزخ على حساب ملايين الفقراء والمعدمين والمحتاجين .
والآن علينا المقارنة بين جيل العظماء الأول من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم وبين جيل حكام المسلمين وقادة جيوشهم اليوم وسنعرف لماذا كان الصحابة ومن تبعهم كانوا عظماء ولماذا حكامنا اليوم وقادة جيوشهم مجرد اقزام يعملون كخدم عند الغرب الصليبي ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
.
كتبه : محمد الفاتح .
.
المرجع : كتاب فيض الخاطر - ج10 - أحمد أمين ...

اسمه حسن سليمان ، حداثي العري والموديلات العارية .

رسام تشكيلي هلك عام 2008م كان يعتنق المذهب الوجودي .
اسمه حسن سليمان ، حداثي العري والموديلات العارية .
أستاذه في هذا المذهب هو جان بول سارتر الفيلسوف والأديب الذي ولد 1905م. ويعد رأس الوجوديين الملحدين والذي يقول: إن الله خرافة ضارة. وهو بهذا فاق الملحدين السابقين الذين كانوا يقولون إن الله خرافة نافعة.. – تعالى الله عما يقول الكافرون علواً كبيراً – ومن قصصه ومسرحياته : الغثيان، الذباب، الباب المغلق.
ومن الشخصيات البارزة في الوجودية: سيمون دي بوفوار وهي عشيقة سارتر. التي قضت حياتها كلها معه دون عقد زواج تطبيقاً عمليًّا لمبادىء الوجودية التي تدعو إلى التحرر من كل القيود المتوارثة والقيم الأخلاقية.
الوجودية مذهب فلسفي أدبي ملحد، وهو أشهر مذهب استقر في الآداب الغربية في القرن العشرين.
حسن سليمان الذي يطير به فرحا بني علمان والمنسلخون من هويتهم الإسلامية ويمجدون أعماله وأحاديثه ويقولون عنه أنه تنويري وبالعكس طبعا أي إسلامي يسمونه ظلامي .
حسن سليمان يعد نموذج حداثة القطيعة مع قيم الأمة ومعيير الحلال والحرام التي جاء بها .
احترف سليمان رسم الجسد العاري للنساء .. وللنساء المعدمات ، اللأئي يكتسبن من حرفة "الموديل" واللائي يخجلن من هذه الحرفة ، فيكتمن ممارستهن لها حتى عن زميلاتهن فيها .. لأنها - حتى في عرفهن - " نخاسة حداثية" ، يبعن فيها الحشمة والكرامة والكبرياء والخصوصية لقاء كسرة خبز أو جرعة دواء .
يتحدث حسن سليمان عن إحدى تجاربه مع واحدة من النساء "الموديل" .. تلك التي رسم لجسدها العاري 300 لوحة ، وهي ترقص - بعد أن "سطلها" بالحشيش وأسكرها بزجاجة "البولانكي" الرخيص ! .. يتحدث هذا الفنان الكبير عن تجربته الفنية مع الجسد الأنثوي العاري ، فيقول - عن "صفية"، التي جن بجسدها العاري حين شاهده إلى حد تخصيص معرض كامل لها وسماه معرض الراقصة أوائل الثمانينات .
وكيف أحضر لها قرش حشيش وزجاجة البولانكي الرخيص لتسكر حتى الصباح بينما يدير اسطوانة ( يا مسهرني ) لسيد مكاوي لترقص على إيقاعها طوال الليل .
يعلن هذا الفنان عن حداثته العفنة فيقول :
لقد خلقنا الله في أحسن تكوين ولهذا النسب الصحيحة عارية بالضرورة بل ولا تكون صحيحة إلا عارية ولا يمكن أن يتم تجريد سليم دون عري .
ويقول : إن جسد المرأة هو أقدم عبادة عرفها الإنسان ، وأعظم ديانة منذ عرفت الأديان . إن أفروديت الطالعة من زبد البحر ، عبدت 20 ألف سنة ، أكثر من كل الديانات السماوية مجتمعة !!! .
وهكذا فقد جعل الفنان التنويري !! ... الجسد الأنثوي العاري أقدم المعبودات لأقدم الديانات .. وجعل الجسد العاري لأفروديت آلهة الجمال والحب في الأساطير الوثنية عند الرومان جعله أطول الديانات عمرا في التاريخ !! .
تلك نماذج للأفكار والآداب والفنون الحداثية التي أقامت قطيعة معرفية كبرى مع موروث الأمة .. ومع موروثها الديني - عقيدة وشريعة وقيما على وجه الخصوص .
سوف يتسآئل البعض ما فائدة الحديث عن هذا الرسام الملحد المنحل والفاسد ؟!! .
أقول : حتى إذا أتت سيرته أمامك تعلم عن من تستمع ثم تتحدث .
وإن حاجك أحدهم أنه حداثي وتنويري يكون عندك فكرة عمن تتحدث .
ولتعلم واحد ممن يقولون على الملتحي أو المنتقبة أنهم ظلاميين أو متخلفين ورجعيين ولتعلم في أي جانب أنت وفي اي جانب هؤلاء .
ويمكن لكل منا إضافة سبب جديد لكتابة هذا المقال عن هذه الشخصية .
.
كتبه : محمد الفاتح .
.
المرجع : كتاب أعلام وأقزام - دكتور سيد حسين العفاني .