الأحد، 10 أبريل 2016

يقول الشيخ على الطنطاوي

يقول الشيخ على الطنطاوي :
كنت أمشي مرة في حي العمارة قرب الأموي .
وكان الناس لم يفيقوا بعد من صدمة الهزيمة في ميلسون ( وميلسون هي معركة قامت بين قوات المتطوعين السوريين بقيادة وزير الحربية يوسف العظمة من جهة، والجيش الفرنسي، بقيادة هنري غورو من جهة أخرى في 24 يوليو/تموز 1920. دارت المعركة بين جيش من المتطوِّعين السوريين عدده 3000 مقاتل من جهة، وجيش فرنسي بقيادة الجنرال غورو قوامه 9000 جندي ومزود بطائرات ودبابات ومدافع وإمدادت من جهة أخرى. حُسمت نتيجة المعركة بسرعة، إذ قدر عدد الخسائر بين قوات المتطوعين السوريين بنحو 400 قتيل و1000 جريح، أما عدد قتلى الجيش الفرنسي فهو (حسب الأرقام الفرنسية) 42 قتيل و154 جريح. شارك في معركة ميسلون عدد من أعلام دمشق ، من أبرزهم محمد سعيد برهاني إمام وخطيب جامع التوبة في دمشق وشيخ الطريقة الشاذلية )
المهم يكمل الشيخ طنطاوي حديثه فيقول :
كنت أمشي مرة في حي العمارة قرب الأموي .
وكان الناس لم يفيقوا بعد من صدمة الهزيمة في ميلسون .
ولم يألفوا منظر جنود الفرنسيين ، يطئون بنعالهم مدينة معاوية وعبد الملك وصلاح الدين ، فكانوا في شبه رعب منهم .
وكان جنود الفرنسيين لا يمشون إلا جماعات ، فمرت امرأة مسلمة محجبة بالملاءة ، فتعرضوا لها ، ووقفوا في طريقها ، فجعلت تتلفت مذعورة ، تستغيث ، والناس ينظرون إليها وإلى الجنود المسلحين ، وإذا ببياع كبير السن ، قد اعترته حال كانه الصدمة الكهربية ، فوقف ينادي بصوت تحس من لذع النار ، وفورة الدم ويقول :
ويلكم ....
اما عاد فينا دين ولا شرف ؟؟؟!!! .
ثم يأخذ عصاه التي يفتح بها باب دكانه وهو يقفز ويهجم بها وحده على الجنود المسلحين ، وتستيقظ القوة المدخرة في أعصاب الناس ، فيهجمون معه ، يهجمون بأيديهم فينزعون من الجند سلاحهم وينقذون المرأة من بطشهم .. ويا سعادة المرأة المسلمة تلك وهي ترى مئات الرجال يثورون من أجل شرفها .
ويتحدث الجنود الفرنسيين بلغتهم وهم خذايا مكسوري العين يشيرون للناس بالتوبة والندم وعدم العودة لمثل ذلك فعل .
فيدعهم الناس ينصرفون ..
ولكن الأمر لم ينتهي عند هذا الحادث بل كانت البداية والإرهاصات للثورة الكبرى ، وكانت إحدى الدلائل على أن هذه الأمة أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، قد تغلب حينا ....
لكنها لا تذل أبدا ...
.
كتبه : محمد الفاتح .
.
المصدر : كتاب مذكرات على الطنطاوي - الجزء الأول صــ 100 .
الصورة تعبيرية فقط وهو أحدث من زمن المكتوب بالمقال .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق