أحدث فيلم "جودا أكبر" ضجة كبيرة قبل عرضه في الهند فقد قامت مجموعات
هندوسية بمهاجمة ملصقات الفيلم مما حدا بالسلطات بمنع عرضه في بعض المدن
الهندية، أما في البلاد العربية فقد لقي ترحيباً حاراً، مما حدا ببعض
القنوات لدبلجته بالعربية ليكون أول فيلم هندي مدبلج!! وتقدر بعض التقارير
أن هناك 6000رابط باللغة العربية في شبكة الإنترنت تتحدث عن الفيلم
ونجاحاته.
ورغم أن وكالة رويترز نقلت "عن العاملين في فيلم (جودا-أكبر) إنهم يريدون أن يظهروا كيف نجح الحبيبان في تحطيم الحواجز الثقافية والدينية".!! إلا أن غالب الآراء المدونة في الإنترنت تمدح الفيلم على اعتبار أنه يعطي صورة جميلة للإمبراطور المسلم من خلال احترام زوجته الهندوسية، وقد غاب عن هؤلاء أن هذا الإمبراطور لم يحترم دينه أصلاً بزواجه من غير مسلمة أو كتابية!! وهذا من مظاهر ضعف التفكير والتحليل التي يعاني منها مسلمو العصر بفضل التعليم والتربية العلمانية التي تصب عليهم صباح مساء.
لقد تم التركيز على الجانب العاطفي فقط المتمثل بقصة الحب والغرام بين مسلم وهندوسية، لتمرير عدد من الأفكار تحت دعوى التسامح والانفتاح والعدل، الذي يطول فقط الهندوس، بينما المسلمون في الفيلم هم الذين يقدمون التنازلات الدينية تجاه الهندوس كما أن كل النقائص والخيانات لا تصدر إلا من المسلمين، بل حتى حالة الخيانة الهندوسية الوحيدة يتم التوبة منها وإفشاء سرها كما أن العم الهندوسي المغتصب للحكم يعتذر من ابن أخيه على فراش الموت!!
ولما كانت قصة الفيلم مختارة بعناية ودقة ودهاء لتمرير مفاهيم وأفكار محددة، وتم التغاضي كلياً عن حقيقة موقف وتاريخ بطل الفيلم محمد جلال أكبر رغبت بتقديم الجانب الغائب من شخصية "أكبر" في الفيلم.
لقد عرفت الهند على يد أكبر هذا عقيدة منحرفة قدمت من إيران تسمى " العقيدة الألفية" تقوم على أن صلاحية الإسلام تستمر لمدة ألف عام فقط من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، وبعدها تظهر شريعة جديدة للبشر، ومخترع هذه العقيدة الباطلة هو محمود بسيخواني (توفي سنة 832هـ) مؤسس الفرقة النقطوية في منطقة كيلان الإيرانية، والذي نقل هذه العقيدة النقطوية المنحرفة للهند: عبد القادر بن ملوك شاه البدايونى، واقتنع بها أبو الفضل بن المبارك الناكورى أحد علماء السوء والضلالة وأحد المقربين من الإمبراطور جلال الدين أكبر، والذي زين لأكبر إظهار دين جديد يكون أكبر هو مؤسسه وصاحبه!!
وبعد اقتناع أكبر بانتهاء صلاحية الإسلام أصدر له شيخ السوء مبارك الناكورى والد أبي الفضل وثيقة عصمة من الزلل والخطأ وانه قد بلغ مرتبة الاجتهاد المطلق فليس بحاجة لرأي العلماء وأنه مستغنٍ عنهم!!
وبعد ذلك تبلور الدين الجديد باسم "الدين الإلهي أو الأكبري" والذي يقوم على الأسس التالية:
- عقيدة وحدة الوجود التي لا تميز بين خالق ومخلوق، وأن الوجود هو حقيقة واحدة فقط، فالإنسان والحيوان والجماد والنبات والله شيء واحد _تعالى الله عز وجل عن ذلك _، وهي عقيدة منتشرة بين متصوفة الهند مسلمين وغير مسلمين واشتهر بها ابن عربي.
- وحدة الأديان، - وهي نتيجة لازمة لعقيدة وحدة الوجود- فكل الأديان عند جلال الدين أكبر هي دين واحد، ولا يخفى على العاقل بطلان هذه الفكرة فكيف يمكن جعل الشيء ونقيضه صواباً!!
- لما قام هذا الدين على جمع أديان الهند التي تعترف بإله، جعل شعار دينه "لا إله إلا الله أكبر خليفة الله" فحذف الاعتراف برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم لأن الخلاف بين الأديان متعلق بالرسالة بنظره، وهو في كل هذا يسعى لجمع أهل الهند سياسياً تحت حكمه، ودينياً تحت دينه الجديد!!
أما على صعيد الشعائر والعبادات، فقد أمر الجميع بالسجود له كلما دخلوا عليه، وأمر بعبادة الشمس والنار أربع مرات في اليوم، لأنه كان يعتقد أن الشمس هي المتصرفة في الكون، وواضح تأثره هنا بالزرادشتية.
وقام أكبر بإسقاط فرائض الإسلام كلها، ومنع أداء الصلوات الخمس في قصره، وهدم بعض المساجد وحولها لمعابد هندوسية، ومنع صيام شهر رمضان. وأصدر مرسوماً بإلغاء الزكاة، ومنع الناس من الذهاب للحج!! وبَدّل تحية الإسلام (السلام عليكم) إلى "الله أكبر" وجعل الرد: "جل جلاله" في تلميح لألوهية جلال أكبر.
وأكرم أكبر الخنزير وبنى بيتا للخنازير في قصره ليراها كل صباح!! كما قدس البقرة ومنع من ذبحها بتأثير زوجته جودا ومستشاريه الهندوس، وقد لبس زنارهم ووضع "القشقة" وهي النقطة الملونة على جبينه، وحين ماتت أمه أقام مأتمها على طريقة الهندوس!!
كما منع تدريس العربية وأغلق الكثير من المدارس والجامعات الإسلامية.
وبسبب هذا الدين الجديد عاش المسلمون في محنة شديدة، لم تزل لليوم آثارها ظاهرة من انتشار كثير من العقائد الفاسدة بينهم وضياع هيبتهم ومجدهم، واندثار كثير من مدارسهم وجامعاتهم.
وقد كان دينه الجديد القائم على مزج الأديان معاً سبباً لظهور النفوذ البريطاني في الهند وسيطرة شركة الهند الشرقية التي تأسست زمنه على مقدرات الهند وممالكها الإسلامية، حتى تم تغيير عاصمة الهند من دهلي التي ينتسب لها كثير من علماء المسلمين باسم الدهلوى إلى دلهي.
هذه نبذة في غاية الاختصار عن الحقيقة المغيبة لبطل فيلم "جودا أكبر" ، فهل نعي حقيقة ما يراد لنا أن نشاهده، ولمصلحة أي أجندة تصرف 10 ملايين دولار هي قيمة إنتاج الفيلم؟؟
.
المقال عن الامبراطور و الفيلم للباحث أسامة شحادة من الأردن
http://osamash.maktoobblog.com
ورغم أن وكالة رويترز نقلت "عن العاملين في فيلم (جودا-أكبر) إنهم يريدون أن يظهروا كيف نجح الحبيبان في تحطيم الحواجز الثقافية والدينية".!! إلا أن غالب الآراء المدونة في الإنترنت تمدح الفيلم على اعتبار أنه يعطي صورة جميلة للإمبراطور المسلم من خلال احترام زوجته الهندوسية، وقد غاب عن هؤلاء أن هذا الإمبراطور لم يحترم دينه أصلاً بزواجه من غير مسلمة أو كتابية!! وهذا من مظاهر ضعف التفكير والتحليل التي يعاني منها مسلمو العصر بفضل التعليم والتربية العلمانية التي تصب عليهم صباح مساء.
لقد تم التركيز على الجانب العاطفي فقط المتمثل بقصة الحب والغرام بين مسلم وهندوسية، لتمرير عدد من الأفكار تحت دعوى التسامح والانفتاح والعدل، الذي يطول فقط الهندوس، بينما المسلمون في الفيلم هم الذين يقدمون التنازلات الدينية تجاه الهندوس كما أن كل النقائص والخيانات لا تصدر إلا من المسلمين، بل حتى حالة الخيانة الهندوسية الوحيدة يتم التوبة منها وإفشاء سرها كما أن العم الهندوسي المغتصب للحكم يعتذر من ابن أخيه على فراش الموت!!
ولما كانت قصة الفيلم مختارة بعناية ودقة ودهاء لتمرير مفاهيم وأفكار محددة، وتم التغاضي كلياً عن حقيقة موقف وتاريخ بطل الفيلم محمد جلال أكبر رغبت بتقديم الجانب الغائب من شخصية "أكبر" في الفيلم.
لقد عرفت الهند على يد أكبر هذا عقيدة منحرفة قدمت من إيران تسمى " العقيدة الألفية" تقوم على أن صلاحية الإسلام تستمر لمدة ألف عام فقط من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، وبعدها تظهر شريعة جديدة للبشر، ومخترع هذه العقيدة الباطلة هو محمود بسيخواني (توفي سنة 832هـ) مؤسس الفرقة النقطوية في منطقة كيلان الإيرانية، والذي نقل هذه العقيدة النقطوية المنحرفة للهند: عبد القادر بن ملوك شاه البدايونى، واقتنع بها أبو الفضل بن المبارك الناكورى أحد علماء السوء والضلالة وأحد المقربين من الإمبراطور جلال الدين أكبر، والذي زين لأكبر إظهار دين جديد يكون أكبر هو مؤسسه وصاحبه!!
وبعد اقتناع أكبر بانتهاء صلاحية الإسلام أصدر له شيخ السوء مبارك الناكورى والد أبي الفضل وثيقة عصمة من الزلل والخطأ وانه قد بلغ مرتبة الاجتهاد المطلق فليس بحاجة لرأي العلماء وأنه مستغنٍ عنهم!!
وبعد ذلك تبلور الدين الجديد باسم "الدين الإلهي أو الأكبري" والذي يقوم على الأسس التالية:
- عقيدة وحدة الوجود التي لا تميز بين خالق ومخلوق، وأن الوجود هو حقيقة واحدة فقط، فالإنسان والحيوان والجماد والنبات والله شيء واحد _تعالى الله عز وجل عن ذلك _، وهي عقيدة منتشرة بين متصوفة الهند مسلمين وغير مسلمين واشتهر بها ابن عربي.
- وحدة الأديان، - وهي نتيجة لازمة لعقيدة وحدة الوجود- فكل الأديان عند جلال الدين أكبر هي دين واحد، ولا يخفى على العاقل بطلان هذه الفكرة فكيف يمكن جعل الشيء ونقيضه صواباً!!
- لما قام هذا الدين على جمع أديان الهند التي تعترف بإله، جعل شعار دينه "لا إله إلا الله أكبر خليفة الله" فحذف الاعتراف برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم لأن الخلاف بين الأديان متعلق بالرسالة بنظره، وهو في كل هذا يسعى لجمع أهل الهند سياسياً تحت حكمه، ودينياً تحت دينه الجديد!!
أما على صعيد الشعائر والعبادات، فقد أمر الجميع بالسجود له كلما دخلوا عليه، وأمر بعبادة الشمس والنار أربع مرات في اليوم، لأنه كان يعتقد أن الشمس هي المتصرفة في الكون، وواضح تأثره هنا بالزرادشتية.
وقام أكبر بإسقاط فرائض الإسلام كلها، ومنع أداء الصلوات الخمس في قصره، وهدم بعض المساجد وحولها لمعابد هندوسية، ومنع صيام شهر رمضان. وأصدر مرسوماً بإلغاء الزكاة، ومنع الناس من الذهاب للحج!! وبَدّل تحية الإسلام (السلام عليكم) إلى "الله أكبر" وجعل الرد: "جل جلاله" في تلميح لألوهية جلال أكبر.
وأكرم أكبر الخنزير وبنى بيتا للخنازير في قصره ليراها كل صباح!! كما قدس البقرة ومنع من ذبحها بتأثير زوجته جودا ومستشاريه الهندوس، وقد لبس زنارهم ووضع "القشقة" وهي النقطة الملونة على جبينه، وحين ماتت أمه أقام مأتمها على طريقة الهندوس!!
كما منع تدريس العربية وأغلق الكثير من المدارس والجامعات الإسلامية.
وبسبب هذا الدين الجديد عاش المسلمون في محنة شديدة، لم تزل لليوم آثارها ظاهرة من انتشار كثير من العقائد الفاسدة بينهم وضياع هيبتهم ومجدهم، واندثار كثير من مدارسهم وجامعاتهم.
وقد كان دينه الجديد القائم على مزج الأديان معاً سبباً لظهور النفوذ البريطاني في الهند وسيطرة شركة الهند الشرقية التي تأسست زمنه على مقدرات الهند وممالكها الإسلامية، حتى تم تغيير عاصمة الهند من دهلي التي ينتسب لها كثير من علماء المسلمين باسم الدهلوى إلى دلهي.
هذه نبذة في غاية الاختصار عن الحقيقة المغيبة لبطل فيلم "جودا أكبر" ، فهل نعي حقيقة ما يراد لنا أن نشاهده، ولمصلحة أي أجندة تصرف 10 ملايين دولار هي قيمة إنتاج الفيلم؟؟
.
المقال عن الامبراطور و الفيلم للباحث أسامة شحادة من الأردن
http://osamash.maktoobblog.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق