سيطر
المسلمون على معظم أجزاء القارة ودخل الملايين من الهندوس إلى الإسلام إلى
أن تحولوا إلى أقلية مسلمة ضخمة وحاكمة ضمت نحو ثلث سكان شبه القارة
قبيل استقلالها عن بريطانيا عام 1947.
كان
اعتناق أعداد هائلة من الهندوس للإسلام سببا فى شعور النخبة الهندوسية
بالكثير من المرارة والإحباط خاصة أن الهندوس رفضوا الدخول إلى المسيحية
بأعداد كبيرة رغم كل الجهود التبشيرية التى قامت بها الكنيسة الأوروبية
بدعم من الاحتلال البريطاني.
وظل
المسيحيون أقلية ضئيلة فى الهند تقابلها الأقلية السيخية التى انشقت عن
الهندوسية وشكلت ديانة خاصة جمعت بين الأسس الهندوسية والتعاليم الإسلامية
وظلت فى صراع مع الإسلام ظنا منها أنها الأكثر قدرة على جذب الهندوس إلى ديانتها.
لكن
الصراع الأكثر حدة ودموية ظل بين الهندوس والمسلمين بوصفهما اكبر طائفتين
فى الهند وقد تبلور هذا الصراع خلال العقود الماضية حول مسألتى إقليم كشمير
الذى لم يحسم حتى الآن أمر انضمامه إلى الهند أو باكستان
على
الرغم من أغلبيته المسلمة وقت تقسيم البلدين عام 1947وتدمير مسجد بابرى
الذى كان الهندوس قد هاجموه أكثر من مره كان آخرها عام 1992 بحجة أن المسجد
الذى يعود تاريخه إلى القرن السادس عشر قد بنى على موقع ولادة الإله رام
الهندوسي.
وكان تدمير المسجد قد أدى الى انفجار أسوأ موجة عنف طائفى ضد المسلمين حصدت نحو ألفى قتيل.
وما
زالت القضية التى أرست جذورا جديدة للعنف الطائفى فى الهند تنظر أمام
المحاكم لفصل الدعوى بين المسلمين والهندوس مع عدة قرارات بتقسيم الموقع
بين الطائفتين
وهى قرارات لم ترض أيا منهما.
كان
تقرير لجنة سجار الذى نشرته الحكومة الهندية عام 2006 قد أشار إلى التهميش
الحاد الذى يعانى منه المسلمون خاصة مع نقص حاد فى تمثيلهم فى مختلف
الإدارات الحكومية والمجتمع
فعلى سبيل المثال كشف التقرير انه فى ولاية غرب البنغال، حيث يشكل المسلمون 27% من السكان لا يشغلون سوى 3% فقط من الوظائف الحكومية
وكان
التقرير الذى اتهم بتحيزه للمسلمين قد توقع تزايد حدة الصراع بين المسلمين
والهندوس والمزيد من التدهور لحال مسلمى الهند فى ظل تشدد الحركات
الهندوسية القومية
وحزب المؤتمر الذى تزعمه غاندى من قبل وحرمانهم من المشاركة فى المعجزة الهندية.
وبعيدا عن التمييز الرسمى للحكومة الهندية العلمانية ضد المسلمين
فان موجات العداء الشديد تجاه المسلمين كانت قد تصاعدت بقوة خلال ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضى
وتزامنت
مع دخول أعداد كبيرة ممن يعتبرون من المنبوذين إلى الإسلام ثم كانت موجة
حادة تزامنت مع انفصال باكستان عن الهند عام 1947وكان الهدف منها إجبار
المسلمين على الرحيل إلى باكستان حتى تبقى الهند للهندوس الذين نظروا دائما
إلى المسلمين الهنود باعتبارهم غزاة وخائنين
ومشكوكا فى ولائهم للهند.
واعتبر
عام 1947 بداية مذابح وحشية تعرض لها المسلمون على يد الهندوس وبلغت
ذروتها فيما أطلق عليه مذابح احمد أباد عام 1969 ثم كانت موجة ثانية خلال
النصف الأول من التسعينيات تبلورت فى تدمير مسجد بابرى عام 1992 ومسجد شرار
شريف عام 1995 واستمرت تلك الأعمال بدرجات متفاوتة حتى يومنا هذا
وكان
من أبرزها ما حدث عام 2002 الذى شهد ما عرف بمجزرة ولاية جوجارات حيث تعرض
المسلمون لمذابح على يد عصابات هندوسية أسفرت عن مقتل نحو 2500 مسلم
واغتصاب 400 سيدة وتدمير 270 مسجدا
فى
واحدة من أبشع مجازر الإبادة فى الهند تجددت موجات العنف الطائفى ضد
المسلمين منذ أيام مع اشتعال الاشتباكات العرقية على يد القبائل البوذية
والهندوسية فى ولاية آسام شمال شرقى البلاد
حيث
أحرقت نحو 50 قرية واجبر عشرات الآلاف على ترك منازلهم كانت مجازر قد
اشتعلت من قبل فى آسام عام 1984 راح ضحيتها آلاف المسلمين الذين يمثلون 30%
تقريبا من عدد سكان الولاية.
وعلى
الرغم من قرارات إعادة بناء المساجد التى دمرت خلال موجات العنف الطائفى
لم يتم على المستوى الرسمى سوى إعادة بناء اقل من 10% من المساجد المدمرة
بل وعدم تقديم التعويضات التى أقرتها الحكومة لصالح المعتدى عليهم
وترجع
تقارير المراكز الحقوقية السبب إلى انحياز الشرطة للهندوس وتجاوزها عن
تنفيذ الأحكام ضدهم وتغاضيها عن اغتصابهم لممتلكات المسلمين
ناهيك عن بعض التقارير حول الضغوط التى يمارسها رجال الشرطة الهندوس فى مدن بها أغلبية مسلمة
مثل احمد أباد لإجبار المسلمين على الخروج عن دينهم وتحولهم إلى الهندوسية مع انتشار موجات من الاعتقالات التعسفية ضد المسلمين
بحجة مكافحة الإرهاب خاصة فى جوجارات التى يشكل المسلمون 10% من سكانها البالغ عددهم 50 مليونا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق