هل ثبت تاريخيا أن بيبرس هو من قتل السلطان قطز بالفعل ؟.
وإذل كان هو قاتله بالفعل فلماذا لم ينكر عليه الإمام العز بن عبد السلام وهو معاصر للأحداث إضافة إلى أنه لا يخاف من الحكام والسلاطين وخصوصا المماليك !
عن الشيخ العز نقول : ولماذا سكت الشيخ عن قتل قطز للأمير (أقطاي) زعيم المماليك البحرية وأستاذ بيبرس !
ولماذا سكت الشيخ عن قتل قطز لرسل المغول مع ان الشرع الإسلامي يمنع قتل الرسل أيا كان دينهم !.
أنا شخصيا لا أعرف سبب سكوته وكان الشيخ من المعاصرين لهذه الأحداث !.
ومن حقك التعجب من أن بيبرس وقطز كلاهما مارس القتل بيده دون سند شرعي .
والثابت أن بيبرس هو بالفعل قاتل قطز ومارس التنفيذ بيده بالفعل .
وكان قطز قد قتل اقطاي استاذ بيبرس سابقا ووقتها هرب بيبرس ورفاقه من المماليك البحرية بعيدا عن أعين قطز .
وظل طوال فترة هروبه يحمل البغض لقطز والنية في الانتقام منه .
وربما احدهم أفتى لـــ بيبرس بجواز قتل قطز بحق أستاذه أقطاي.
وقد اجمع عدد من المؤرخين المعاصرين لبيبرس وقطز على صدق هذه الأحداث .
وأما كلام الدكتور راغب السرجاني عن نفي التهمة عن بيبرس فهو كلام بعيد تماما عن النقل التاريخي الثابت وقريب جدا من النقل العاطفي .
وكان قطز قد وعد بيبرس بإمارة حلب بعد التخلص من المغول .
ومن الأخطاء الجسيمة التي وقع فيها قطز أنه لم يوف بوعده مع بيبرس .
فمن ناحية يكون قد صدق وعده ومن ناحية أخرى كان يبعد بيبرس عن مصر هو ومماليك البحرية وبالتالي يأمن شره وشر رفاقه ولكنها السياسة والدنيا ان دخلت من باب خرج التوفيق من الباب الآخر .
والخلاصة :
لا يختلف العقلاء ان قطز وبيبرس خدما الأمة الإسلامية خدمات جليلة غيرت مجرى التاريخ .
وبها نسأل الله ان يغفر لهما بحق ما قدما للأمة وان يجبر اصحاب الحق بكرم من عنده يرضيهم خصوصا اننا لمسنا محاولة بيبرس التكفير عن ذنوبه باشياء جليلة وطرق مختلفة ونسأل الله أن يكون قطز قد رزق توبة من هذه الحقوق قبل مماته .
وننصح أنفسنا ألا نضع صورة ملائكية لهذه الشخصيات لأن دين الإسلام وشريعة الله ليس فيها مجاملات .
